تمر المملكة الأردنية الهاشمية بظروف استثنائية لم يعيشها هذا الجيل أو يشاهد أحداث جسام مر بها الوطن كما عاصر من قبلهم من الآباء والأجداد ،وهذه المرة الاولى التي يعيش فيها مجتمعنا تجربة حظر التجول وإغلاق المدن وتوقف معظم مؤسسات البلد عن العمل نتيجة لهذا الظرف الاستثنائي.
لقد انبرت مؤسسات الأردن الوطنية كافة رسمية وخاصة لخدمة الأردن ، وتقديم افضل ما لديها من خدمة للشعب، كذلك لم يدخر ابناء الشعب جهداً للوقوف مع الوطن في هذ المحنة ولم يتركوا مبادرة مفيدة إلا وبادروا بها ، ومع تقديرنا لكل الجهود المبذولة من كافة مؤسسات الوطن وعلى رأس ذلك جهد المؤسسة التي نعتز ونفتخر بالانتماء إليها جميعا وهي مؤسسة الجيش العربي والأجهزة الأمنية من بين كل دول العالم ولا نجامل بالتأكيد فهم الارقى والاميز ويستحقون اكثر من ذلك منا .
إن لكل مؤسسة مجالها الخاص والذي يمكن ان تبدع وتخدم الوطن من خلاله ؛ فمن الواجب ومن باب الانتماء الوظيفي الذي ينعكس تلقائيا على الانتماء الوطني ، الحديث عن المؤسسات الفاعلة في العمل والجد والعطاء ، فكيف ان كانت تلك المؤسسة هي المؤسسة التي يعمل بها الشخص الكاتب للمقال ، واعلم ان الكثير منكم سيقول كأي فرد عن المؤسسة التي يعمل باتجاه و تفسير محدد لدى الأكثرية فان كتب بايجابية يقال تملق وان كتب ناقد يقال انه طامح بمنصب او على خلاف مع الادارة إلا انني قررت ان تجاوز تلك الملاحظات والتفسيرات واكتب عما لمسته وشاهدته بموضوعية وتجرد في المؤسسة التي اعمل بها؛ إنه الحديث عن أحدى المؤسسات التعليمية في وطننا الغالي والتي آثرت ان تعمل بصمت بعيداً عن الأضواء والضوضاء خدمة لأبنائها الطلبة ومن خلالهم خدمة للأردن بشكل عام ألا وهي جامعة جدارا والتي لها من اسمها نصيب بالعلم والحضارة .
لقد عملت جامعة جدارا ومنذ ان استشعرت الأزمة على إيجاد خطة تعليمية متكاملة نشهد ثمارها الآن ونلاحظ ذلك يوما بعد يوم، وبفضل الدعم المباشر من قبل رئيس هيئة المديرين و معالي رئيس الجامعة فقد تمكن الطاقم التعليمي والإداري في الجامعة من إنجاز خطة التعليم عن بعد وبفترة قياسية، حيث انه ما ان أعلنت الدولة رسميا عن تعليق دوام المؤسسات التعليمة والانتقال للتعليم عن بعد كانت البنية التحتية للتعليم في هذا الصرح العلمي جاهزة ، بفضل الجنود المجهولين في مركز الحاسوب وباقي الاقسام الذين واصلوا الليل بالنهار من اجل انجاز ما أوكل لهم من عمل ، علما اني لا اعرفهم شخصيا - حتى لا يقال اني اكتب من اجل شخص معين ولكنها شهادة حق بالواقع الذي لمسته كعضو هيئة تدريس في هذه الجامعة من برامج تعليم عن بعد سهلة وميسرة تم إعدادها ليتعامل معها المدرس والطالب دون تعب أو معاناة ، ويتبع ذلك تواصل ومتابعة مباشرة لخلية العمل مع الأساتذة والطلبة للوقوف على أدق التفاصيل وتعالج أي خطأ في سبيل راحة الطالب والمدرس، وبفضل هذا الجهد وصلنا الى مرحلة متقدمة جدا في هذا المجال وربما تكون جامعة جدارا وبجدارة رائدة التعليم عن بعد بين مؤسساتنا التعليمية كافة والتي نكن لها كل احترام وتقدير هذا إن استثنينا الظروف القاهرة والخارجة عن ارادة خلية العمل والمتمثلة في ضعف شبكة النت في بعض الأحيان او عدم تمكن بعض الأساتذة والطلبة من اقتناء اجهزة الحاسوب بالإضافة الى الظروف المعيشية التي يعاني منها بعض الطلبة ايضا والتي لاتمكنهم من اقتناء خدمة الإنترنت وأدواتها الا ان الجامعة قامت بواجبها في هذا المجال على اكمل وجه لتكون كالشامة على جبين التعليم العالي في اردننا الغالي فكل الاحترام والتقدير الى إدارة الجامعة والتي رعت هذا الجهد، فسلام من القلب الى القلب الى الجنود المجهولين في مركز الحاسوب والى اعضاء هيئة التدريس ورؤساء الأقسام والعمداء والاداريين الذين يواصلون الليل والنهار من اجل مصلحة الطلبة أولا وآخرا وإحساسهم الصادق أنهم على ثغر من ثغور الوطن فلا يمكن ان يؤتى الوطن من خلالهم
عاش الأردن والأردنيون سالمين معافيين من كل شر في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة