مواطنٌ عراقيٌ يتبرع بمئةِ الف دولار وكتب على الشيك (لعيون الأردن).
هذا الأخ العراقي دفعته شهامته ورجولته ونخوته وأدرك أن البلد الذي يعيش فيه يمر بحالة اسثنائية نظراً لأوضاعه الاقتصادية شديدة الصعوبة وأُحكمت حلقاتها واشتدت صعوبتها بسبب إجراءات الدولة السليمة لمنع انتشار وباء كورونا.
طيب أين الذين يدّعون انهم مواطنيين اردنيين واغتنوا وأثروا من خيرات البلد وثرواته وامتلكوا المكاسب والمناصب والقصور والنفوذ والمزارع والمصانع والمواقع والملايين وعشراتها ومئاتها والمليارات وأضعافها ، أين هم الآن ، اين يعيشون؟ وماذا يفعلون ؟ لماذا لا نسمع لهم صوتاً ولا نرى لهم فعلاً محترماً ؟ فإذا لم ينهضوا
من سباتهم ويسندوا الوطن ببعض ما أعطاهم في هذا الظرف العصيب فمتى ينهضون؟
متى يعرق لهم جبينٌ وينبض لهم عِرقُ حياء مقطوع ؟
ألا تستحثهم بعضٌ من كراماتهم المريضة جداً أم ماتت ودفنوها في مقبرة الجشع والنهب والطمع؟
أين صدقهم مع الله ومع أنفسهم ومع وطنهم أم انهم تربوا على الكذب والنفاق والدجل والخداع والنهب والكسب الحرام؟
ألم يبقى بعضٌ من أخلاقهم حيٌ أم ماتت أخلاقهم وذهبت؟
آهٍ شوقي رحمك الله صدقت عندما قلت:
والصدقُ أرفع ما اهتز الرجالُ لهُ وخيرُ ما عوّدَ أبناً في الحياةِ أبُ
وإِنَّما الأُممُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت فإِن همُ ذَهبت أَخلاقُهُم ذهبُوا.