منذ أن اجتاح فيروس كورونا العالم بأكمله والذي تخطى حدود الدول تفاجأ الجميع بسرعة انتشار هذا الوباء وقوة تأثيره , وقد تابع الشعب الاردني أولاً بأول الاجراءات التي اتخذت ولا تزال تتخذ من قبل حكومتنا الموقره وبتوجيهات مباشره من صانع القرار جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه
استوقفني كثيراً كغيري من ابناء وطننا المعطاء هذا الجهد الكبير الذي يُبذل من قبل اخواننا واخواتنا من اطباء وممرضين وفنيين من كوادر وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية وما يقومون به على مدار الساعة في هذا الظرف الاستثنائي لانقاذ حياة المواطنين ومنع انتشار هذا الوباء الخفي
كم نتألم في هذا الوقت على ما تعرضت له كوادرنا الطبية من حالات اعتداء واساءة من قبل بعض الاشخاص في سنوات ماضية دون أي سبب وأقول في هذا الظرف الصعب سامحونا ايها الاطباء والممرضين على تصرفات القله القليله ... سامحونا وأنتم تذهبون الى اماكن عملكم تاركين أهلكم من أجل صحتنا وسلامتنا ونحن في اجازة مدفوعة الأجر , سامحونا ايها النشامى والنشميات وأنتم تتعاملون مع هذا الوباء "كورونا" كالجنود الذي يقومون بتطهير حقول الالغام وهم يجهلون الخطر الذي قد يصيبهم , سامحونا ونحن نعيش موسم الربيع الجميل , نشاهده بأعيينا وأنتم قد حُرمتم منه , سامحونا ونحن نتسابق على الاسواق لنأخذ ما نحتاج الى بيوتنا وأنتم تتسابقون الى سيارات الا سعاف لتأخذو بأيدي المرضى الى المستشفيات
رحم الله شاعرنا الذي خصّ بشعره الجميل اخواتنا وبناتنا الممرضات (ملائكة الرحمة) مقتبساً من قصيدته :
بيضُ الحمائم حسبهنّـــه أني أرددُ سجعهنّـــه
رمزُ السلامة والوداعــة منذُ بدء الخلق هُنّه
في كل روض فوق دانيةِ القطوف لهنَّ أنـــه
المُحسناتُ الى المريـض غدونَ اشباهاً لهنّـه
يشفي العليلَ عناؤهـــــنوعطفهن ولطفهنـه
وأود أن أهمس في أذن ذلك الذي اساء لأي من كوادرنا الطبية بكلمة أو بفعل من تخريب وتكسير وعبث ببعض مرافق المشافي أقول له راجع نفسك واسألها ما المكاسب التي جنيتها من هذه الاساءة ؟
ستزول الغمه بأذن الله وسيعقبُ هذه المحنه منحه آلهيه تسعد قلوبنا , وتعود الحياة الى ما كانت عليه , وسيبقى ابناء هذا الوطن يقدرون لكم هذا الجهد العظيم , وسيكتب لكم التاريخ اخلاصكم ووفاءكم وحرصكم على صحة وسلامة المواطن