لا زالت صورة، النقيب فهد الهدبا ،الفريج الجبور "أبو صالح " تسكن بالذاكرة، والوجدان ... يوم استنجدت، أرض الكرامة ، بأبنائها ، الأحرار ...حينها هبوا هبوب الرياح السريعة ، حاملين أرواحهم على أكفهم ..
ومضوا بكل عزم، وأصرار ... وبكل صدق اللحظة، والمكان، اللذين ، شاهدا ، على موقف أقل ما يُقال عنه ،وقفة الرجال، مع الرجال ،وقفة الحسين بن طلال، "طيب الله ثراه" مع أشاوس الكرامة الأبطال ...
ليُعانق بهم الامل، والكبرياء ،قبل ان يُصافح الأكف، ويحضن، من تم ابتلاهم ، في المعركة، أحسن بلاء....
يومها كان واحداً ، من بين هولاء ... قائداً لفصيل الدبابات، وذلك بالفرقة المدرعة الثالثة ، الملكية الملازم / فهد مضفي الجبور ،الذي كان واحداً ممن فاجأهم ، القائد الأعلى، بوجوده بينهم، يشد من عزيمتهم، ويصافح عزمهم قبل اكفهم ، يومها كانت لفقيدنا الصورة التي بنية على المشاعر التي الآن متواجدة في قلوبنا ، و التي حفرت في الوجدان ... يوم تشرف بمصافحة قائده بالميدان ...
حيث تغنى المكان، ورسم الزمان، على صفحاته، صورة ذلك البطل الإنسان ....
والجدير بالذكر ،أن المرحوم فهد مضفي الهدبا ،الفريج الجبور "أبو صالح" ..... ولد في بلدة النقيرة ،في عام 1936 ، والتحق إلى الخدمة العسكرية ، في القوات المسلحة الأردنية ، التي تحمل أسم الجيش العربي ، وذلك بتاريخ 1952/10/1 ، وبقي في الخدمة لغاية تاريخ 1972/6/1 .
حيث شارك خلالها بالمعارك، التي خاضتها ، القوات المسلحة الأردنية ، خلال مدة خدمته فيها .
ومع الايام التقينا مع ابن المرحوم ، فهد مضفي الهدبا الفريج الجبور، وهو عقيد مهندس صالح فهد الهدبا الجبور ،حيث تحدث عن والده قائلا ً :
عمل والدي مُدرباً في مدرسة المستجدين، وبعد ذلك قائداً لسرية الدبابات ، بقيادة الفرقة المدرعة، الثالثة الملكية ،
وبعد ذلك عمل والدي قائداً لمعسكر، في مدينة الحسين الطبية ،وتوالى عناق الامل ، والعمل، حتى بعد التقاعد، من القوات المسلحة الأردنية
وبعدها التحق والدي بالقوات المسلحة الإماراتية، برتبة نقيب ،و مُدرب في دولة الإمارات العربية المتحدة ،لمدة خمسة أعوام ، حيث تخرج على يديه ، أكفاء من الضباط ، ممن كانوا يشهدون، له بالكفاءة ،والمقدرة، التي تحلى بها، وتجلت بمستوى تلاميذه ،من المرشحين، والضباط .
وفي هذا السياق ،رأينا أن ، المرحوم الحاج صالح ، يحمل من الاوسمة، والإشارات، العسكرية ،حيث من الأوسمة التي حملها ،منها :
وسام الاستحقاق العسكري، من الدرجة الرابعة ،
و وسام الاستقلال ، ووسام الخدمة المخلصة الطويلة .
و من الإشارات ، إشارة ميدالية معركة الكرامة، واشارة الكفاءة التدريبية ،والإدارية .
كان المرحوم النقيب أبو صالح الجبور يتمتع بصفات الشهامة ، والشجاعة، والرجولة ،والنخوة، العربية الاصيلة، واحترام القريب ، والغريب .
وكان يسعى دوماً لتقوية اواصر القرابة ، و صلة الرحم ، والتآلف والتراحم، والترابط بين الاهل، لاسيما بين أبناء عشيرة الفريج الجبور ...
وإلى ذلك ، ابو صالح له أشقاء منهم : الذي يبلغ أكبر منه عمراً بالقدر عبدالله الهدبا الجبور" أبو ماجد"
حيث المرحوم أبو صالح ، له من الابناء أربعة، هم صالح أبو هاشم ،ومحمد أبو ليث ، ونايف أبو محمد ، وجلال أبو فهد .
و بتاريخ 2008/2/8 ... قد رحل فهد مضفي أبو صالح ، عن هذه الدنيا .
و رحل بجسده الطاهر ... لتبقى روحه تحوم ،حولنا تجدد العزم، والإصرار بنا .
لتكون أخلاقه، وأعماله، تحاكي بها على مر الزمان .
ولا يسعنا إلا أن
ندعو من الله العلي القدير، إلى النقيب فهد مضفي الجبور ، وإلى والدي سند عطيه العقيل، خاصة في هذه الأيام المباركة ، التي تحل علينا بالخير ،وهي ايام قرب شهر رمضان المبارك بالمغفرة، والرحمة، ونسال الله عز وجل ،أن يسكن كل منهم ، فسيح جناته ،اللهم آمين .
عاش الجيش العربي، في ظل قيادته الهاشمية، التي جعلت من الجيش العربي ، نموذجاً مُتقدماً ، في الحرفية العالية ، وقوة الإدراك، في التعامل مع اي حدث ،يحدث ، وعلى صعيد ذلك ، أزمة إنتشار فيروس كورونا، كانت أكبر برهان ،حيث كان الجيش العربي، في مقدمة وإسناد الأجهزة الأمنية ،دوراً فعالاً ،في مجابهة فيروس كورونا ، فما بالكم حينما كان المرحوم النقيب الحاج فهد الهدبا الفريج الجبور ، من أحد ضباط هذا الجيش ، الذي نعتز به ؛لأن جميع أفراده ،وضباطه، من ثرى الوطن الطهور .