لِمنْ البنات ، لهؤلاء الذين رضيَ الله عليهم ورزقهم أجمل وأحنّ الكائنات ، عروقٌ من ياسمين وريحان ، وقلائدُ فرح نُزّينُ بهنّ بيوتنا ...البنات هُنَّ العطوفات الكريمات الرقيقات الآنسات المؤنسات الراضيات دوما .. وكلّما إكتسى القلبُ قسوةً جِئنَ البنات ليضفنّ عليه قليلاً من الرقّةِ والحنان .
لِمنْ البنات ؛ لمنْ يحبُّ طلّتهم الصباحيّة وهُنّ يضعنَ البُكَل ذاهبات إلى المدرسة والجدائل لم تجفّ بعد ، يقبضنَ على دفاترهنّ وأحلامهن بحنوّ وخشوع ، وتفيضُ بهنَّ كل صباح شوارع المدينة حُبّا ًوألقاً وزهواً و خجلاً .
هُنّ البنات ؛ أولُّ من يستقبلكَ على عتبة الباب ويتعلّقنَ بثيابك قبلَ حقائبك ، ويخطفنَ القُبل الدافئات منكَ ، وهُنّ آخر من يلّوحنَ لكَ مودّعات وأنتَ تغادرُ باب الوطن ، وتهربُ من دموعهنّ ككلّ مرّة وتقول لُهنّ : "إنْ عدتُ فلكنّ الفخر ، وإنْ لمْ أعد فلنْ تخجلنَ منّي أبدا " .
البنات لا يكبرنَ ، فقط هُنَّ يغادرنَ مشاكسة الطفولة نحو مزيدا من الخجل ، وتظلّ ضحكاتهنَ معلّقة بينَ خشخشةَ الأساورِ وكُحل الصّبايا .
هُنَّ البنات ؛أولُّ من يفرحنَ بفرحك ، ويزغردنَ لك عند كل نجاح .. وهُنَّ أول من يبكينكَ إنّ عُدّتَ محمولا على أكتاف الرجال، أو قضيتَ برصاص عدو أو حاقد .. فلكُّنّ المجد والسلام والفخار يا بنات الشهداء والعسكر، ولأمهاتكم وأخواتكم وزوجاتكم وعماتكم وخالاتكم ..
والسلام على بنات الأردن شقائق وأخوات الرجال مادام الدّم يجري بعروقنا والرؤوس مرفوعة فوق الأكتاف .