سجل عجز الميزانية الأمريكية في حزيران الماضي مستويات قياسية، إذ عادل العجز لشهر واحد العجز الذي تم تسجيله خلال العام المالي الماضي بأكمله.
وجاء ذلك بسبب زيادة نفقات الميزانية الأمريكية لمواجهة تداعيات أزمة كورونا، وترافق ذلك مع انخفاض حاد في إيرادات الميزانية الأمريكية.
ويحذر محللون من احتمال عدم قدرة الدولار في الحفاظ على مكانته الرائدة ومكانته كعملة احتياطيات في العالم في ظل زيادة الدين الأمريكي.
ووفقا لبيانات وزارة الخزانة الأمريكية فإن عجز الميزانية بلغ الشهر الماضي 864.1 مليار دولار، وهو أعلى بنحو مرتين من العجز، الذي تم تسجيله في مايو الماضي، وأعلى بنحو 10 مرات من العجز المسجل في يونيو من العام الماضي.
وأظهرت البيانات أن النفقات بلغت خلال الشهر الماضي 1.1 تريليون دولار، مقابل إيرادات بنحو 240 مليار دولار، أي نحو 30% من النفقات.
وفي أبريل الماضي توقعت اللجنة الأمريكية للميزانية الفدرالية أن الانكماش الاقتصادي الحاد وإجراءات الطوارئ التي تم اتخاذها لإنقاذ الاقتصاد ستضاعف عجز الميزانية الأمريكية السنوي إلى 3.8 تريليون دولار أو 18.7% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن هذه التوقعات تبدو متفائلة جدا في ظل العجر الذي سجل في يونيو (864.1 مليار دولار).
وقال وزير الخزانة الأمريكي السابق هنري بولسون، إن مستقبل الدولار يعتمد بشكل مباشر على مدى استعداد واشنطن لوضع استراتيجية تقوم بمعالجة المشاكل المتعلقة بالديون والعجز في الميزانية مع مرور الوقت.
ولم يستبعد المسؤول الأمريكي السابق قيام السلطات الأمريكية بتجميد استثمارات عدد من الدول في سندات وأذون الخزانة الأمريكية، محذرا من أن خطوة كهذه ستكون بمثابة ضربة قاسية لوضع الدولار كعملة احتياطيات عالمية.