بدأت حمى الانتخابات الامريكية بالتصاعد النسبي بعد ما اظهرت استطلاعات الرأي تقدم مرشح الحزب الديمقراطى جوزيف بايدن على منافسه دونالد ترامب، الامر الذي جعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القيام بتغيير مدير حملته الانتخابية بيل ستيبين بقائد الاستراتيجية الرقمية والاستراتيجيات المتعلقة فى البيانات المغلقة براد بارسكال، وهذا ما يعنى ان هنالك ضراوة فى المشهد الانتخابي الأمريكي بدأ حميمه بالتصاعد فيما يتوقع ان يصل غبارها الى منطقة الشرق الاوسط.
ولان ترامب يتمع بكاريزيما قيادية لا يمتلكها بايدن، لذا لجأ الى سياسة تقوية الجانب الذى يميزه عن منافسه باين، لكن المجمع الانتخابى بحاجة الى تنظيم والرسالة وهذا ما يتفوق به الحزب الديمقراطي عن الحزب الجمهورى على ارض الواقع، فالمؤشرات ما زالت تشير الى احتدام المنافسه على الارض فى العالم الوجاهى التى يمتلكها جو بايدن وبين الجو أي جو العالم الافتراضى الذى يقوده ترامب.
فيما يستند ترامب إلى عصب حامل فى نهجه قوامه الحركه الانجيكليه، بينما يقوم العصب الحامل فى حملة الحزب الديمقراطي على الاعراق المختلطه والمذاهب المتنوعه، وهذا ما يجعل من حمى الحمله الانتخابيه وقودها ديموغرافيه اثنيه فى الطابع والمذهب.
وما يجعل من محركات ايباك تنقسم على نفسها وتبدو غير قادرة على توحيد اتجاهاتها فى ظل الفكر السائد بين قياداتها الذى لا يريد وضع كامل الراهن او كل البيض فى سلة ترامب وبدأ الحديث ياخذ منحى اخر يتحدث عن قسمه الاتزان بين الطرفين، وفى حال استمرار هذه السياسة فان حركه الايباك لن تشكل فارقا فى المعادله الانتخابية بقدر ما ستحفظ بتحفظها حالة التوازن.
الامر الذى يتوقع ان يقود الرئيس ترامب للعمل على استمالة حركه الايباك مهما كلف الثمن وسيطلب منه عندها تلبيه مطالبهم التى تتمثل فى الموافقه على اعلان السيادة الاسرائيليه على كامل الارض الفلسطينية قبل الانتخابات الامريكية، وهذا ما قد يعيد نتياهو الى قوة مكانته وينهى الملف الفلسطني قبل الانتهاء من الانتخابات الامريكية، لكن السؤال المشروع هنا هل لو تم تنفيذ ذلك ستقوم «ايباك» بالوقوف مع ترامب بكامل ثقلها الاجابه تبدو، لا.
وهذا يعود لسبب مباشر تم استشفافه جراء عدم تمكن ساندر المرشح الديمقراطى من متابعه مسيره تجاه سدة الرئاسه بسبب ديانته اليهوديه اضافه الى مسوغات اخرى تتعلق بكيفيه ادااره ترامب لبعض الملفات المركزيه الخاصه فى الاعلام والبنوك، وهذا ما عكس على مناخات ايباك بمزيد من التحفظ جراء تمادى غلو الحركه الانجليكيه فى طروحاتها على واقع المشهد الانتخابي، واستراتيجيه العمل الاثنيه التى يقوم عليها البرامج الانتخابى للرئيس الأمريكي الممزوج بحدية سياسية تقول من لا تعجبه السياسة الامريكية فليرحل.
ومع يقيني من قدرة الرئيس الامريكي ومقدرة فريقه على مجابهه واقع انتخابي صعب لما تمتلكه حملته من اموال كانت قد جمعتها من انصاره للحمله الانتخابيه وكانت اكثر من تلك التى لدى الديموقراطيين الا ان هنالك انزياح فى مواقف بعض القيادات المؤثره جدا فى المجمع الانتخابى للحزب الجمهورى وعلى رأسهم الرئيس السابق جورج بوش الابن الذى اعلن عن معارضه لسياسيه ترامب وبرنامجه الانتخابى، هذا بالاصافه للشخصيه الابرز فى التاثير على جمهور الانتخابي الجمهوري مت رومني الذى وصف ترامب بالمعرقل لعمل مجلس الشيوخ والمختطف لقراره، فيما اعلن كولن بول صاحب التجربه العميقه فى الحزب الجمهورى ايضا موقفه المناوىء لسياسيه الرئيس ترامب وقيادته.
وهذا ما يجعل الانتخابات الامريكيه انتخابات صاخبة كما توقعنا فى السابق، وربما ستحمل نتائجها نتائج صادمه وآثار عميقه فى المجتمع الأمريكي، ويجعل من المتابعين يحبسون انفاسهم نتيجة مجريات الامور، ويجعل من التكهنات تكون متباينة ومتباعدة وقواعد التدخلات مفتوحة على الغارب، فمن يمتلك ادوات اللعب يستطيع المشاركة عله يفوز فى مغنم ومن لا يمتلك الادوات التى تساعده على فرض ايقاع لهذا المرشح او ذاك، فيكفيه شرف المشاهدة وبالتالى سيقف بخانة المتلقى للفعل الناشىء عن ما الذى ستسفر عنه النتائج عندما يماط اللثام.
اذن العالم ستتغير أجواؤه مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية وستتبدل ظروفه بعد الاعلان عن النتائج، فان نجحت حملة النتائج اللون الاحمر فان هذا يعنى دخول العالم فى الاطر المرجعية الواحدة التى يتوقع عندها ان تتوحد الديانات ضمن الديانة الابراهيمية والقوانين ضمن المرجعية المركزية والعملة النقدية فى عمله نقديه وافتراضية واحدة وفى اطار السيادة الواحدة والحكم المركزى، اما اذا ما نجح اللون الازرق فى الوصول الى سدة القرار فان العالم يتوقع ان يشهد حركة تقسيمات تقوم على الاثنيه الطائفية والمذهبية والمواطنة على ان اعتبار هذه القيم تحقق قيم العدالة التي يقف عليها الحزب الديمقراطي فى طرحه لبرنامجه.
لذا فان انتخابات الرئاسة الامريكية وما يتوقع ان تحمله نتائجها من انعكاسات على مجريات الاحداث العالميه تجعل من سُحبها اكثر تاثير على العالم من سُحب كورونا، وتجعل من الدول تتحفظ بحراكها وتحركاتها فى انتظار ما ستؤول اليه مجريات واقع الاحداث، فان المرحلة بدأت تكون صعبة وعميقة وتنذر عواقبها بمنزلقات حادة.
لذا ينتظر ان يمارس فيها ضغوطا سياسية على بعض الدول او الجهات من اجل تقديم حالة داعمة لهذا المرشح او ذاك، تجعله يشارك فى الحملة وتجبره على اعلان موقف صريح ازاءها، وهذا بحاجة الى صبر وتحمل، فان اعلان الموقف قد. لا يخدم الموقف، الا اذا كان ذلك ضمن اطار عمل جماعى يؤدى الى استخلاص مكانه ويضع الموقف فى بيت الحمايه على قاعدة تشاركية وليس على قاعدة مشاركة، هذا لان اعلان الرهان فى هذه الحالة سيقود الى تبعات فى حال تبدل الحال.