مأدبا - سمير الشخانبه - درس لغاية الثاني ثانوي قديم لم يستطع اكمال دراسته بسبب المرض و الفقر الشديد لان الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاجون دخل خاص لإتمام تعليمهم وعلاجهم
تخرج من المدرسة وذهب الى جمعية الحسين لرعاية وتأهيل المعاقين لكي يحاول تعويض ماخسره في دراسته
وأبتدأ الالتحاق في المعهد الموجود في الجمعيه لدراسة الإلكترونيات
ودرس صيانة الراديو والتلفزيون والأجهزة الإلكترونية وتتلمذ على يد امهر الأستاذة في الإلكترونيات وتخرج بعد أن حصل على شهادة تفوق
وخرج المرحوم هاني السعيدات لسوق العمل مجاهدا في الحصول على خبره في المحال المخصصة لصيانة الاجهزة الإلكترونية
وبعد ذلك أصبح يمتلك خبرة عملية في الإلكترونيات وفي مجال الكومبيوتر وجهاز الخلوي بجميع أنواعه ولكن بسبب كثرة المحال الخلوية والشركات الكافله وتداخل العمالة الوافده كان هناك دخل مقنن للغاية لم يكفي مصروف جيبه
ولكنه لم ييأس حاول وبكل الوسائل للحصول على وظيفة ليئومن بها مستقبله فلم يجد
غامر هاني بعد تخرجه بسنتين وفتح اكثر من محل دعما من شركاء ولكن باءت بالفشل
استطعاع ان يشق حياته الاجتماعية رغم الإعاقة والفقر فاختار زوجة صالحة ووافقت على الزواج منه كونه من ذوي الإعاقة ولا يقبل بهم ببساطة ونجح في زواجه بمساعدة والده رغم صعوبة معيشته وكانوا انسبائه يتفهمون وضع هاني ولم يضعوا العراقيل أمامه وخصوصا والد زوجته وبعد خمس سنوات جاءت ابنته الأولى فزادت معاناته المادية ولكنه كان يتمتع بروح عاليه وثقة بربه لا حدود لها وطموحات لم تتوقف
بعدها ابتدأ المرحوم هاني بتكوين أسرته الصغيرة فالتجأ لله عز وجل ثم لصندوق المعونه الوطنية فحصل على راتب بسيط ليسد به رمقه ولكنه لم يكفي متطلبات الأسرة التي كبرت
كانت الايام تسير مع هاني ببطء فتقدم للتنمية الاجتماعية للحصول على بيت للسكن فحصل عليه بعد خمس سنوات بصعوبة بالغة
احترف العزف على اكثر من آلة موسيقية فكان أبرزها آلة العود وبعدها اصبح مطربا وملحنا ولكن سرعان ما توقف عن هذا الطريق لأنه أحس بإنه يعصي الله ويغضبه
وهنا بدأ المرحوم هاني عمله كناشط اجتماعي فزادت علاقته بالآخرين وممن هم حوله فكرس هذه العلاقات في عمل الخير ناظرا من خلال اعاقته اكثر شعورا مع الآخرين ولكنه واجه صعوبة بالغة بسبب ان ثقافة مجتمعنا وللأسف تنظر لذوي الإعاقة بالعجز ونظرة الشفقة فبدأ التحدي رغم الإعاقة ولم يحصل على شهادة ولا يمتلك المال ولا يوجد من يعيله ولم يلجأ لأقرب الناس إليه وكانت صحته في تراجع ولكنه كان يؤمن بأن رحمة الله أكبر
فكر هاني بعد ذلك أن يعود لمهاراته على الشبكة العنكبوتية فصمم اول موقع إلكتروني بمساعدة صديق له وبدأ العمل عليه وقام بتأسيس أول قروب على الفيس بوك واسماه (صدقة جارية) ومجموعة أخرى أيضا أسماها (رجل كهل)
ولكن هاني رحمه الله لم يكتفي بذلك فأطلق مجموعة كبرى أسماها ( خبر عاجل ) أضاف عليها خمسة آلاف صديق وكانت الانطلاقة الحقيقية وبدأ التواصل مع المواقع الإلكترونية
وفهم صياغة الخبر الصحفي وتدريب نفسه ولوحده كيفية يكتب الخبر وصناعته وإخراجه من بين السطور
وأعاد تسمية صفحته على الفيس بوك #مادبا_اليوم التي لاقت شعبية واسعة من أبناء محافظة مأدبا وبدأ العمل وأصبح ملفت للانتباه في المجتمع والوسط الإعلامي
المرحوم هاني السعيدات من فضل الله عز وجل اصبح له أصدقاء إعلاميين يحبونه دون ان يروه فيزودوه بالخبر والخبرة وداعمين له إلى أن شق طريقة في هذا المجال ودخل في هذا المعترك متحديا ليثبت لنفسه ان يستطيع عمل كل شيئ دون ان تعيقه اعاقته وأنه لا يحتاج الا لرب العالمين
المرحوم هاني السعيدات اختار منذ زمن بعيد ان يكون من المدافعين الشرسين عن إخوانه من ذوي الإعاقة فكرس حياته لهم
وبعدها تم اختياره من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة بان يكون رئيسا لناديهم الوحيد في مادبا كونه كان الأقرب لهم
وخلال رئاسته للنادي تم تشكيل فرق رياضية من الأشخاص ذوي الاعاقة...فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة وفريق كرة الطاولة من وضع الوقوف ووضع الجلوس وفريق كرة القدم لأصحاب الشلل الدماغي وفريق البوشيا للاعاقات الحركية الشديدة وشاركت هذه الفرق في العديد من البطولات المحلية والدولية
ومن أهم طموحات للمرحوم هاني هو أن يرى جميع أعضاء النادي وقد تم دمجهم بشكل كامل في المجتمع من حيث تأمينهم صحيا ومهنيا وتأمين دخل مادي لهم