الجيش هو فجر الوطن, عصا سيدنا موسى, دعاء النبي زكريا, صبر النبي أيوب, حافظاً للعهد, صادق الوعد, لا بالطعان ولا باللعان, كلما اشتدت جائحة كورونا نهض يملأً ثنايا الوطن أمناً وأمان, وطمأنينة وسلام, ينفر في القر والحر, شعاره العلو والارتفاع, ولا يقبل بالنزول والانخفاض, تلتفت إليه الأعناق, وتشد نحوه الأحداق, نلجأ إليه كلما ادلهم بنا أمر أو شعرنا بخطر أو انتابنا إحساس بالخوف.
هو القوي الأمين, لا يُدرَّك النجاح إلا بتضحياته, يحرص القادمين ويرعى شؤونهم, يحاصر الوباء ويفرض عليه العزلة والاحتراز, يهتم بالمواطنين, يغيث الملهوف, يجير الخائف, نأوي إليه كجنة بربوة ذات قرار ومعين, لا يركع إلا لله, ولا يتحرك إلا إلى واجب, ولا يرحل إلا نحو مهمة, ولا يرفع سيفه إلا نحو عدو خبيث, أو مرض عضال, أو عقبة كأداء, تماماً كسفينة النبي نوح, تحمل الوطن على متنها, تجتاز به مواطن الهلاك, تعصمنا من الطوفان, تتجه بنا نحو بر الأمان ومرفأ النجاة, في ظلاله لا يتسرب إلى نفوسنا اليأس, ولا نشعر بالقنوط, لا نكظم غيضاً, ولا تبلغ القلوب الحناجر, مطمئنين إلى نصر الله.
جلالة القائد الأعلى ذو خبرة ودراية, وفر للجيش عناصر القوة, وأسباب المعرفة, وعوامل النجاح, وروافد النصر, ومقومات التطور, ووسائل التحديث, منح الجيش شرف مسؤولية حماية الوطن والمواطن, تبادل الإحسان بالإحسان, والجلال بالإكرام, والعمل بالإتقان, فبقي الجيش ميداناً للفرسان, وقبلة للشجعان, عرين الأسود, ونبع الوجود, فأصبح المواطن أثمن المعادن, وأعز الثروات, وأغلى ما نملك.
في ظلال الجيش احتل الوطن مرتبة الشرف, ونال درجة التفوق, بات من الدول التي يشار لها بالبنان, استمر الحصن منيعاً, وتعاظمت القلعة شموخاً, ازهرت الواحة نخلاً, جعل لنا جنتان فيهما قمح وأمان, فأصبحنا نعيش بلا خوف ولا جوع ولا مرض, نقول دوماً "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" نشعر بعرفان الجميل لكافة أجهزة الدولة, إلا أن الجيش كالماء لا حياة بلا حضوره, هو خط الدفاع الأخير للوقاية من جائحة كورونا.