نيروز الإخبارية : بلاد العرب اوطاني.
بقلم : مخلد عواد البكر.
بلاد العرب اوطاني ... نعم بلاد العرب اوطاني... فلي اخوة في القدس والخليل ونابلس وحيفا ويافا وعكا وغزة , كما في بغداد المنصور, وفي دمشق والرياض, كما في قاهرة المعز, والخرطوم والرباط و غيرها من عواصمنا العربية.... بلاد العرب اوطاني وان زاد الالم واستفحل الظلم.... فظلم ذوي القربى في بعض العواصم العربية يا قوم اكثر ايلاما من اي ظلم أخر, فالخنجر المزروع في الظهر لا يوازي مطلقا رصاصة عدو تسكن في الصدر.... بلاد العرب اوطاني .... وان زاد نزف الجرح وتعددت اشكال الطعن من الخلف ..... بلاد العرب اوطاني مهما كانت الصورة قاتمة السواد وطال ليل الجفاء .... بلاد العرب اوطاني وستبقى كذلك وان تخلى السياسي و الرسمي في الكثير من بلاد العربان عن مملكة بني هاشم التي عانت الامرين طوال عقود خلت بسبب مواقفها القومية والان تقف مكتوفة الايدي تحارب بمفردها دفاعا عن كرامة امة باكملها.
فالحالة المتقدمة التي سجلها مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين للديبلوماسية الاردنية خلال الاسبوعين الماضيين وهو يتحمل بمفرده من بين ممالك و دول بني يعرب تبعات قرار التاجر الصهيوني الارعن ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني هذا الكيان الذي لن يعصمه تجبر امريكا و تغطرسها من غضبة عربية ذات يوم, حينها لن تنفعه لا اميركا و لا حتى ميكيرونيزيا و بالاو , هذه الحالة المشرفة نرفع القبعة احتراما لها وتزيدنا فخرا بمليكنا الهاشمي و تشد من ازرنا و تخلق منا صفا واحدا متماسكا خلف جلالته جنودا اوفياء نحمي عرشه بالمهج والارواح وهذا حقه علينا .... تابعت تحركات جلالته المكوكية من عاصمة لاخرى و لقاءاته المتتالية مع اصحاب القرار الدولي ... وكيف واصل الليل بالنهار من اجل حشد دولي ضد هذا القرار الظالم لشعب عانى الامرين على مدار سبعة عقود خلت من وحشية الاحتلال الصهيوني في ظل حالة انقسام وتشرذم وتشظي تعانيه الامة العربية هذه الحالة التي تزداد يوما بعد أخر الى ان وصلنا الى ما نحن فيه الان من تفكك و ترد غير مسبوق.
واكاد اجزم ان هذه الامة تحتاج الى زعيم بحجم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هاشمي النسب يحضى بحضور وقبول و احترام دولي عز نظيره في هذا الزمان الرديء, قائد عنيد قوي مقدام يرفض المساومة على شبر من القدس مهما كانت الضغوط على مملكته - و للاسف ان الشقيق يساهم في هذه الضغوط قبل الغريب – ضغوط في ظل مديونية كبيرة ... ضغوط تريد تحويل البوصلة وتغيير مسار القرار الاردني مستغلة الحاجة للمساعدات الخارجية ... ضغوط تريد ابتزاز الموقف الرسمي على حساب كرامة امة ثكلى , وهو ما رفضه جلالة الملك صراحة في احدى لقاءاته الرسمية مؤخرا موقف يحتاج منا الى رص الصفوف و تمتين الجبهة الداخلية ورفض اي تصرف يؤدي الى شق الصف الواحد ليبقى التلاحم الرسمي والشعبي عنوان عز و فخار لكل الاردنيين في زمن يقتل العربي قريبا منا لا يعلم لماذا قتل و لا يعلم القاتل لما قتله.
واعود الى المربع الاول لاقول مرة اخرى ان بلاد العرب اوطاني و ان حاول البعض ان يناى بنفسه عن قضية الامة الاولى وان حاول البعض حماية الكرسي على حساب قضايانا وهمنا المشترك بلاد العرب اوطاني و ان تجبر الشقيق على شقيقه.... بلاد العرب اوطاني و ان امعن البعض في النذالة و التخاذل و الخسة بلا العرب اوطاني من المحيط الى الخليج لان المواطن العربي المغلوب على امره في جل العواصم العربية في كل زاوية وكل شارع وبيت على التراب العربي يرفض رفضا قاطعا ان يزاود احد على شبر واحد من الارض الفلسطينية مهما علا شانه ومركزه لان مصير الشعوب تحددها الشعوب انفسها لا اصحاب الكراسي و المليارات الملطخة بدماء الابرياء والمصير العربي المشترك لا يمكن لاي كان ان يفصله عن بعضه.... وان بدى الصمت مسيطرا على كثير من عواصمنا العربية .... ففلسطين عربية والقدس عاصمتها الابدية هذا راي الموريتاني في نواكشوط كما هو راي العماني في مسقط لا يختلف وان صمت الرسمي و لم يحرك ساكنا فنحن امة وان طال ليلها فلابد لفجرها من البزوغ من جديد, حينها لن ينفع اصحاب المليارات ملياراتهم .... حينها ستفتح صفحات التاريخ و ستنشر قصص العمالة و النذالة وسيعلم الظالمون اي منقلب سينقلبون, عاشت فلسطين حرة ابية وعاش الاردن اخر حصون الكرامة العربية المسفوكة على اوراق دولاراتهم النتنه.
مخلدعواد البكر