عندما يواجه الإنسان خطرا ما فجأة، يتحفز الجسم بأوامر لا إرادية تصدر من الدماغ، وتبقى الطاقة المتاحة للعضلات والتركيز لمواجهة الخطر طلبا للنجاة كأولوية، بينما يتم توقيف عملية الهضم المعوي وعمليات أخرى أقل أولوية في هذه المرحلة القصيرة، ويستخدم الجسم كل أدواته القابلة للتحكم لتخطي المرحلة.
الدولة بكامل مكوناتها اليوم مسؤولة عن السيطرة على إنتشار الوباء، ونحن بحاجة هنا لثلاثية:
١- وضوح وشمولية القوانين الخاصة بالإلتزام وإتباع سبل الوقاية
٢- التوعية المستمرة عبر كل الوسائل بأهمية إتباع سبل الوقاية والإلتزام
٣- الرقابة المستمرة وبشتى الطرق المتاحة، وتطبيق القانون على المخالفين وبحزم
يفترض هنا تطبيق الثلاثية بحزم وصرامة وصلابة، فنحن نتحدث عن أمن قومي، وعليه يجب أن نلاحظ بدء تفلطح المنحنى، وذلك خلال عشرة أيام.
يتم تقسيم المهام لكل محافظة ولواء، ويتم إفتتاح غرفة عمليات في مبنى كل محافظة برئاسة المحافظ وعضوية الجهات ذات العلاقة، تهدف لتطبيق ما ورد أعلاه وبحزم، نعم بحزم، ويمكن زيادة الشمولية على مستوى المتصرفيات إن لزم الأمر وبنفس الطريقة الخاصة بالمحافظة.
أمام ما ورد أعلاه، فالبنى التحتية المطلوبة لإستقبال الحالات المرضية المتوسطة والخطرة، يجب أن تشمل أقاليم الشمال والوسط والجنوب، وعند الحاجة تشمل المحافظات، وعند زيادة الحاجة أكثر تشمل الألوية، وتقام كمراكز أو مستشفيات ميدانية، وكل المدارس الحكومية تصلح للهدف، فهي كما نعلم لنهاية الفصل بلا دوام.
تبقى مشكلة تأمين الكوادر الطبية، ومشكلة التمويل لشراء المعدات والتجهيزات الطبية، وهذا يتطلب ما قيمته حوالي ٦٠ مليون دينار لتطبيق الخطة وتشغيل الكوادر والمستشفيات الميدانية بلوجستياتها، ولغاية شهر شباط القادم.
على شركات التأمين والبنوك والشركات الكبرى تبني توفير نصف المبلغ المذكور أعلاه (فهم قد إعتادوا المغنم، واليوم الغرم على الجميع كي نستمر)، بينما تقوم الحكومة بتقسيط ما يترتب عليها من النصف الثاني من المبلغ المذكور، وذلك بمساهمات منها وكذلك بإقتطاعات من الرواتب المرتفعة، ولغاية شباط القادم.
الفيروس فتاك وشرس وسريع الإنتشار، ولا يعلم أحد تماما متى سينتهي، ولكن علينا العمل والتوكل.
نعم، فالأولوية القصوى اليوم هي النجاة من فيروس ينتشر بسرعة ويفتك بالمواطنين، حيث يجد المدخن ويجد المؤرجل، ويجد مصابي السكري والضغط والسمنة المفرطة لقلة الحركة، ويجد أجسادا تعاني سوء التغذية ونقص الفيتامينات، ويجد أجسادا تعاني الخلل لإعتيادها سهر الليل ونوم النهار... إلخ، ولقد حذرنا سابقا في معظم مقالاتنا وبالنسبة لجيل الشباب بالذات من إنعكاس تردي الأوضاع الإقتصادية والبطالة على الصحة العامة فالأمن القومي.