بقلم العميد المتقاعد الدكتور المهندس/ حاكم الفلاحات
تفصلنا شهور قليلة على مرور قرن لمناسبة عزيزة على الأردنيين خلال نيسان القادم ٢٠٢١ ألا وهي المئوية الأولى للمملكة الأردنية الهاشمية، حيث تم تأسيس الدولة الأردنية كإمارة شرق الأردن على يد - المغفور له- الأمير عبدالله، ثم جاء تأسيس المملكة كثمرة من الثمرات التي كانت نتاج للثورة العربية الكبرى التي جسدت قصة من النجاح بالنضال والتضحية قادها - المغفور له بإذن الله - الشريف الحسين بن علي.
كانت على يد الملك عبدالله الأول المؤسس -رحمه الله-الانطلاقة لِلَم الشمل والبدء بمرحلة جديدة من تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، واستمر ذلك إلى عهد - المغفور له- بإذن الملك طلال بن عبدالله، الذي أصدر الدستور و مهّد الطريق لتستمر من بعده المسيرة بشكل سلس إلى - المغفور له بإذن الله-الملك الباني الحسين بن طلال والذي واصل بناء المؤسسات وتنمية المجتمع بشكل عام، للتتواصل عجلة التنمية بشكل ديمقراطي إلى جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله، الذي واصل التحديث والازدهار والمنعة للدولة، وعزز المؤسسات بحيث تتماشى مع المتطلبات العصرية في كافة المناحي لتجاوز الصعاب والتحديات بكل ثقة إلى المستقبل الواعد .
كل هذه المتغيرات مرت على الدولة الأردنية والتي كتبها التاريخ ما كانت لتمر بهذه الطريقة الانسيابية والآمنة لولا حنكة الهاشميين وقدرتهم على تجاوز الصعاب والتحديات والأزمات العديدة التي مرت خلال المئة عام على الاردن.
إن إطلاق شعار احتفالية مرور مئة عام على تأسيس الدولة الأردنية العام القادم إن شاء الله ، هو بمثابة الشعلة الأولى لهذه المناسبة التي نفاخر بها ومن خلال منجزاتها الداخلية ودورها العربي الكبير وحضورها العالمي المؤثر، لننطلق باتجاه المستقبل لمئويات لاحقة، يحمل مَشعلها جيل جديد بكل مسؤولية.
هذه المناسبة الكبيرة بمعانيها وإنجازاتها تستدعي التحضير المميز من الاردنيين على كافة المستويات لانطلاقتها بهمة ومعنوية عالية و بروح الفريق الواحد، تجدد الانتقال إلى مستقبل مزدهر مبني على الرقي والوعي والثبات ليعبر عن رسالة ونهج الأردنيين والتفافهم حول قيادتهم الهاشمية، واخذ العبر وتعظيم الإنجازات التي تحققت وأن لا تمر هذه المناسبة دون وجود برامج كبيرة تحفظ أهميتها وتكرسها في الأجيال الناشئة لعصر قوي ومستدام وشامل .