صدر حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان، كتاب "الأفُق الشِّعْرِيّ للكِتَابَةِ..شِعْرِيَّةُ الصَّمْت، الأفُق الشِّعْرِيّ للكِتَابَةِ" للشاعر والناقد المغربي الدكتور صلاح بوسريف، وكتاب "دارْيوش شايْغان..الأصنام الذهنيّة، الفوات التاريخي، النفس المبتورة" للكاتبة الجزائرية الدكتورة خديجة زتيلي.
ويرى مؤلف كتاب "ألافق الشعري للكتابة" الذي يقع في 136 صفحة من القطع الكبير، أن النُّقاد اكْتَفَوا بحصر ما يقرؤونه من شِعْر، في زمن السبعينيات وما قبله، ولم يخرجوا من ماضيهم هذا، لينظروا في الكتابات والتَّجارِب التي جاءت بعد السبعينيات من القرن الماضي، بما في ذلك المُقْتَرحات النَّظَرِيَّة".
ويؤكد في مقدمة الكتاب أن "من يقتربون، اليوم، من الشِّعْر، يكتفون بنفس أدوات وآليات ومفاهيم قراءة التَّجارب السابقة، وكأننا إزاء معيار جديد تُضْمِرُه هذه القراءات في ذهابها إلى الشِّعْر، مثل معيار الموزون والنثري، أو معيار الشِّعْر واللاشعر، في الحدّ ذاته تعبير عن الوعي النقدي المُحافِظ، الذي اقْتَنَع بالمُكْتَسبات، أو ما اعتبره مُكْتَسَباتٍ".
ويخلص إلى أن "الشِّعْر، اليوم، هو غير شعر الرواد، والبناء، وهو غير بناء الأمس، وأن معمار العمل الشِّعْرِيّ، ليس هو معمار "القصيدة"، الثاني مأهُول ومسكون، والأول في طور البناء، بل هو بداية دائمة، ومساحات الفراغ، وما فيه من تجويفات وبياضات، هو أكثر مما فيه من امتلاء واكْتِظاظ. أما كتاب "دارْيوش شايْغان" يتناول هذا المفكر الإيراني المعاصر والمنظر الاجتماعي المختص في الفلسفة المقارنة، ويستعرض ثلاثة محاور رئيسة تناولها داريوش في كتبه، وخلق من خلال حواراتها الكثير من الأسئلة، وهي المقارنة بين رأي فرانسيس بيكون صاحب المنطق التجريبي، وخاصة في جانب من جوانب فلسفة بيكون، وهو ما أطلق عليه أصنام العقل أوهام العقل، وبين رأي داريوش شايغان.
وفي المحورين الثاني والثالث تناقش المؤلفة بالتتابع دارْيوش شايْغان في تْفْكيكه للاخْتلالات الناجِمة عن الفَوات التاريخي: قراءة في كتابه ''النَفْس المبْتورة: هاجِس الغرْب في مُجْتمعاتنا'' ودارْيوش شايْغان ومَسْألة الهويّة في الحَضارة العالمَيّة المعاصِرة: قراءة في كتابه ''هويّة بأرْبَعين وجهاً'.