أود القول بأن هناك من الحكم والأقوال عن الأصدقاء الأوفياء الشرفاء تقول بأنهم كالمظلة كلما إشتد المطر ازدادت الحاجة إليها.. وعلمتنا الحياة بأن هناك مواقف عظيمة للرجال الأوفياء، ليس بما يقولونه من عذب الكلام وجميل المعاني وبلاغة الحديث وإنما بطيب الأفعال الإنسانية النبيلة التي أسعدتنا في كل جانب من جوانبها . فتلك هي الروعة والجمال في سيِرّ العظماء الكبار أمثالكم تزرعون بذور وترونها أشجار عالية كأشجار النخيل ذات الثمار الناضجة حلوة المذاق... وتكمن قيم هؤلاء الرجال العظماء في مسيرتهم بما يحملونه في قلوبهم من صفاء ونقاء وحب الآخرين. أصحاب العقول العظيمة الذين لديهم أهداف وغايات، وليس ممن يكتفون بالأحلام والتمنيات بدون عمل وجهد.!!! هكذا هُم الأصدقاء الأوفياء والكبار في القدر لا نستغني عنهم لأنهم يمدوننا بالفكر والمعرفة التي هي غذاء الروح والعقل، والقدوة في التهذيب والتعليم والتأهيل ، فمعهم تشرق شمس المعرفة وتتحقق النهضة وترتفع معهم مقومات التنمية الفكرية، وتتهذب السلوكيات التزاما واقتداء بهم كنموذج يحتذى به، نعم أنتم واحداً من الذين يتركون أثراً جميلاً وبصمة مميزة في النفوس من أول مرة تلتقي بهم ، فمن ملامح شخصيتكم المبهرة في قوتها وانسانيتها الكثير من المعاني كالتواضع ، والقريب إلى النفس، وممن يُحسن الإستماع الية ، صاحب فراسة عالية وذكاء متوقد، ومع بساطتكم الظاهرة وتواضعكم الجم ، صاحب شخصية آسرة مؤثرة لا تقتحمها العين بسهولة... فقد قرأنا في أحد فصول سيرتكم الزاهية بالفكر الإنساني فوجدناكم أصحاب نظريات تركز على المعرفة والفكر والإبداع والإصلاح فتقول نظرياتكم التي ثبت صدق فرضياتها على أرض الواقع بأنه بالعلم ترتقي الأخلاق والقيم، وتسمو النفوس وتتهذب العقول وبالمعرفة يمتلك الإنسان أدوات التقدم التي تُنمي رأس المال البشري في أي مجتمع لخلق ثقافة الإنتاج المعرفي التي تتيح لكل إنسان فرصة للإنتاج وفقا لقدراته الذهنية ومهاراته المعرفية...
ومن الحكم التي وجدناه في سيرتكم ذات المعاني العميقة القول بأن الكلمات كالبذور ولكنها تغرس في القلوب وليس بالأرض..لذلك نقرأ في بعض زوايا صفحات مسيرتكم الحكم التي يتحدث بها الحكماء مثل القول.... أحترس مما تزرع وراعي ما تقول فقد تضطر يوماً لأكل ما تزرعهُ، هذه أحد الملامح السامية في مسيرتكم الفكرية عميقة الجذور لمن يريد الوصول إلى الإستقامة والنزاهة واحترام حقوق الإنسان !!! هكذا هُم الطيبون كالجواهر المصُونه تشع بريق جميل يخطف الأبصار لما فيها من رونق الجمال والجاذبية نحو هذا البريق المشع بالنور والبهاء والتألق ....
نعم فالطيبون أمثالكم مثل الفرشات الجميلة يزينون المكان بمجرد وجودهم به ، فانتم ترتقي وتتزين الأماكن والمجالس الأدبية والفكرية لحديثكم المفعم بالحكمة والموعظة والدروس المستخلصة من تجاربكم الغنية بالذكريات الجميلة والتي زرعت لنا في الحياة أزهارا متفتحه لا تعوض... ونعمة تستحق الشكر لقربنا من هذا المنتدى الفكري الذي تجسدوا أنتم أركانه الرئيسية....وبكل تواضع وتقدير نقدم لمقامكم الجليل التحية والسلام تقديرا لمساهماتكم وإنجازاتكم الفكرية في تجذير ثقافة الأدب والفقه السياسي والمعرفة فزهت بكم دور العلم والمعرفة ومجالس الكبار من عُِليّة القوم، فأصبحتم منصة معرفية يدلل عليها كمراجع فقهية للباحثين لمن يبحث عن التميز والإبداع للوصول لمنابع المعرفه التي شيدتم أركانها.
هكذا هم العلماء لهم بصمه تربوية وسلوكية واضحة تنعكس في سلوك من يتخرج من مدارسهم...فهم رافعة من روافع الإصلاح والتغير والبناء في كل مجالات الحياة. فطوبى لنا بهذا الكنز العظيم الذي تعلمنا منه السلوك الحسن والبصيرة والحكمة والقدوة النموذج....والتبصر في استشراف المستقبل....فأنتم الجذور الحية التي لا تتغير بتغير الفصول والأزمان فهي تكبر وتتمدد رغم تساقط بعض الأوراق من غصونها لأختلاف أنواعها وفصائلها لكن جذورها حية تكبر حسب تربتها وسقايتها ورعايتها !.. فأنتم التربة الخصبة للإنجاز والإبداع والتميز ..فنقول أن أكثر ما يميزكم عن غيركم هو الإنتماء والأصالة والمكانة العلمية والأدبية التي فاقت في وزنها وزن الأرض وما عليها والتربه الصالحة لكل غرس.فيليق بكم أن تكونوا ضوءاً لا ينطفئ أبداً ، وأن تكونوا ورداً لا يموت، وماء لا يجف.. ويليق بكم أن تكونوا كل الأشياء السعيدة التي لا يمكن أن يعبرها الحزن يوما ما..
فأسأل اللة العظيم أن تبقوا رافعة من روافع العلم والمعرفة والفكر ويحنبكم عثرات الزمان ويرزقكم البركة في كل شيء.......