اثبت عام 2020 انه من اصعب اعوام القرن الواحد و العشرين، و قد اضاف تحديات جسام الى وضع اقليمي صعب اصلا. و لطالما كانت المعيقات كثيرة و الظروف عصيبة، و لكن الاردن بقيادته الحكيمة و بشعبه المعطاء يثبت دوما انه قادر على مجابهة التحديات و الخروج من الازمات اقوى من السابق. شعاره دوما اشتدي ازمة تزولي.
مشيئة الله ان يكون عام 2021، ليس فقط عام التعافي و الانطلاق، بل يصادف عام مئوية الدولة الاردنية الهاشمية، النموذج العربي في الاخاء و التسامح و الايجابية. و مع برلمان جديد و جاد، و حكومة فعالة، فان جميع مؤسسات و اجهزة الدولة جاهزة و مهيئة للتكامل و التعاون و التنسيق الحقيقي.
في عام التعافي، عام المئوية، تكمن الفرصة الرئيسية في قدرتنا على اعادة ابتكار مؤسسات تعرف المعنى الحقيقي لشرعية العمل، تضيف الى الوطن و لا تستنفذ من رصيده.
يلزمنا، و نحن نقف اليوم على ابواب 2021، وقفة تعبوية لاستشراف المستقبل. انها لحظة تاريخية هامة يمكن ان تشكل تحولا جذريا في الرؤى و الاليات. نحتاج الى نظرة داخلية عميقة لمعرفة اين نحن اليوم، و اين نريد ان نكون غدا.
يشكل عام 2021 فرصة تاريخية للتعلم و التأمل و من ثم الابتكار. لدينا نافذة مهمة لجمع طاقات الشباب لاطلاق مشروع نهضوي شامل و متكامل يضعنا على السكة المثلى لعبور المائة عام القادمة. عانينا الكثير، و هذا العام بالذات، و لكن الغد قريب و هو افضل باذنه تعالى. لنعمل بقلب واحد و عقول عديدة، و لنثق بأنفسنا و ننطلق.