المرحوم الشيخ درداح العودات , هو احد رموز الشمال وزعماء الديرة في (راحوب) , مركز ثقل تاريخي , عنوان كرم طبيعي , وجه مشرق, شخصية قيادية تراثية, قل نظيره , صعب مثيله ,ندرٌ بديله, تأسرك ثقافته و يسحرك خياله , عميق التجربة طيب الذكر , دمث الخلق متزن الرأي .
كان صديقا وفيا ودودا يسكن الوجدان , صداقته لا توزن ولاتقدر بثمن , وجهاَ صادقا لا يصدأ , لم اشعر بقيمة صداقته الا عندما فقدتها , كان يزورني ولا يتخطى بيتي كلما زار المنطقة , افرح كثيرا بقدومه , يدخل السرور والبهجة الى نفسي , اشعر انه سندا ومعين , عفوي التصرف , هادئ الطبع , له تاريخ وبصمات خالدة ومواقف ثابتة.
له ديوان مرتعا للرجال , عامرا بأهله , قناص للسمعة العطرة, يبحث دوما عن أعلاء رسالة حاتم الطائي بالكرم والجود , "يفك العاني , يعفو عن الجاني , يحمي الذمار , يطعم الطعام, يحمل الضعيف , يعين على نوائب الدهر" ترك ارثاً عظيما مليئا بالمجد والصبر والرجولة وقوة البأس .
رحل الشيخ درداح وترك جرحا غائراً في القلوب , واشعل ناراً في الضمائر , خلق أنيناً مؤلماً في الصدور, رسم حزناً على محيا أهله وذويه ,زرع شوكاً مؤلماً في أحشاء ربعه , هي مصيبة الموت ,وبقايا الرحيل وغصات الوداع ونار الذكرى ,رحل عنا ولم يرحل منا .
ارادة الله , وسنة الحياة, ولا نقول الا ما يرضي الله , انا لله وانا اليه راجعون, لا حول ولا قوة الا بالله , نرجو للمرحوم الرحمة والمغفرة والعفو وان يجعله الله مع الانبياء والصديقين والشهداء في الفردوس الاعلى , لك الرحمة يا شيخنا الفاضل , ولأهلك فضيلة الصبر والإيمان .