ضمن إحتفالات جامعة الحسين بن طلال بمئوية تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، أقام كرسي اليونيسكو للتراث والسياحة المستدامة في جامعة الحسين بن طلال محاضرة عبر تقنية زووم بعنوان "جنوب الأردن خلال العصور الحجرية".
وتحدث المحاضر في كلية البترا للسياحة والآثار الأستاذ الدكتور محمد بركات الطراونة عن أقدم وجود للإنسان والإستيطان البشري في جنوب المملكة منذ فترات العصر الحجري القديم وحتى نهاية العصر الحجري النحاسي (الفترة من نصف مليون سنة تقريبا حتى 3500 ق.م في جنوب الاردن).
كما تم عرض صور لاقدم الادلة من الاداوت الصوانية التي تم اكتشافها من قبل مركز الانباط للدراسات الاثرية في كلية البترا للسياحة والآثار في منطقة شمال الشوبك، كما تم التركيز على القرى الزراعية خلال فترة العصر الحجري الحديث مثل قرى بسطة، بيضة، بعجة، شكارة مسيعد، قاع ابو طليحة، عين جمام وأهم الاكتشافات الاثرية في هذه القرى مثل القنوات ومباني الطابق الثاني التي ظهرت للمرة الاولى في تاريخ البشرية خلال هذه الفترة، وايضا أهم الصناعات التي تركها انسان هذه القرى واقتصاد هذه القرى الذي انعكس على عمارة المنازل في هذه القرى من خلال بناء غرف صغيرة للتخزين.
كما قدم المحاضر اهم نتائج أعمال المسوحات والتنقيبات الاثرية في منطقة البادية الجنوبية الشرقية خلال فترات العصور الحجرية ومن أهمها العثور على أقدم خزان مائي في العالم في منطقة قاع أبو طليحة غرب الجفر، وكذلك مصائد صيد الغزلان (مصائد الطائرة الورقية) في مناطق شرق الجفر ومخيمات البدو والصيادين خلال فترتي العصر الحجري الحديث والعصر الحجري النحاسي، وايضا العثور على مناجم تصنيع المكاشط الصوانية والتي انتجت باعداد كبيرة جدا وصلت الى عشرات الالاف وتم تصديرها الى المناطق المجاورة مثل النقب وسيناء والسعودية وربما مصر، كما تحدث المحاضر عن مواقع العصر الحجري النحاسي مثل حجيرات الغزلان والمقص في العقبة وكذلك مواقع تعدين النحاس في منطقة وادي فينان وأهمية ذلك خلال العصور القديمة.
من جهته بيّن مدير كرسي اليونيسكو للتراث والسياحة المستدامة في جامعة الحسين بن طلال الأستاذ الدكتور فوزي أبو دنه، أن المحاضرات المنوي إقامتها جاءت لنشر المعرفة، ورفع مستوى الوعي في التراث الحضاري الأردني.
وأضاف أبو دنه أن الكرسي بصدد إستضافة خبراء محليين ودوليين، وبشكل أسبوعي، في برنامج ثقافي يتضمن سلسلة من المحاضرات العامة تُقدم عن بعد من قبل خبراء محليين ودوليين؛ من أجل التعريف بالتراث الحضاري الأردني وتقديمه للعالم.