كلنا نحب الأردن، ونتفق على الملك رأس النظام ونحافظ على الدستور، ونتمنى الخير لشعبنا وبلدنا… ودون ذلك فليختلف المختلفون، وليس منا من يجاهر بغير ذلك ليس خوفا من السجن لكنها الحقيقة… ثوابتنا نريدها ان تبقى راسخة لنحافظ على بلدنا ونظامنا وليس في ذلك تزلف أو نفاق… هذه حقيقة اي اردني حر محب لبلده.
اما في الواقع فهنالك سيل من الإختلافات في وجهات النظر وسيل من النقد لطبيعة النهج المتبع منذ سنين، الغالبية من العامة تشعر بالغبن والتهميش وانتقاص او انعدام العدالة وتساوي الفرص، وهنالك طبقة من المنتفعين الطحلبيين المستفيدين من خيرات البلد امتيازا وجاها ووجاهة ومناصبا واموالا وتنفيعات بحق وبغير وجه حق… وما زال الصراع محتدما، تنفيسات هنا وهناك… مقالات… احاديث جانبيه… صالونات سياسية…بث محبط من الخارج… ! حتى بتنا نتجرع الوجع ونعيشه ..نصحو وننام عليه… وننتظر القادم… او لا ننتظره فقد فقدنا الامل بالتغيير… وربما هو وحده… . قدر السماء لعل الله يغير الاحوال.
من وجهة نظري ونظر الكثيرين… نحن لا نسير بطريقة صحيحة لا حكومة ولا شعب… والدليل الهوة التي تسكن العلاقه والشك والريبة بيننا، والتي قد تكون صحيحة وواقعية واحيانا نتوهمها… لن ادعو للمدينة الفاضلة ولا لمثاليات… ولكني اقول للحكومة ولولاة الأمر في بلدي، الديموقراطية تصنع المعجزات، التسلط والدكتاتورية تدمر البلاد؛ من تجارب الأمم، كثير من الأمور التي تحد من الحريات وتشيع العقلية العرفية لن تجدي نفعاً، ولن تطول ولن تدوم، أنا لست مع أي إجراء يحد من الحريات المضبوطة بحدود القانون، أنا لست مع التعسف في إستخدام السلطة والتنمر من أي كان، حكومة أو شعباً، الحكومات تمتهن التسلط والتضييق على الناس والشعب اصبح يستمرئ ذلك أو يسكت مغلوبا على أمره، ويعبر همساً ويجتاز كل الخطوط الحمر في المجالس الضيقة… وامام الناس يمتهن التقية خوفا من الملاحقة او الحبس، اصبحنا ننافق على انفسنا، حمالي أوجه، للأسف الوضع الحالي لن يصنع أجيالاً ترفع وتطور البلاد والعباد… الكبت والمضايقات والظلم والتنمر ونكد الحياة والخوف على لقمة العيش يصنع انسانا مهزوما هلاميا غير منتج، همه نيل رضى ظلمته، وأقيس على ذلك في جامعاتنا، فرغم أن صفوة المجتمع وحملة الشهادات الرفيعة فيها والأصل أن يكونوا قيادات ومُثل عليا لطلبتهم ولبقية شرائح المجتمع، أصبحنا نرى أساتذة جامعات خائفون متملقون يكذبون جهاراً نهاراً تغتصب حقوقهم وكراماتهم من بعض إداراتهم ولا ينبسون بكلمة في العلن، وفي السر والحديث الشخصي أي دون خوف يفرغون جام نقدهم وغضبهم وامتعاضهم من إداراتهم ورؤسائهم… اخبروني بالله عليكم أي جيل سيصنعه هؤلاء الخانعون الخائفون..! اتكلم بما أعرف والوضع أكثر سوءً ولكن الوضع هذا أصبح مكرر في مؤسساتنا جميعاً، لا أحد يحتمل النقد، رؤساء ومدراء فشله يعتاشون على القيل والقال، لا أحد من شاكلتهم يهمه وضع مؤسسته او الوطن، همهم الوحيد التشبث بالكرسي تعوزهم الثقة ولذلك تراهم دائمي البحث عن الظهور والتغني بوهم الإنجازات… وهكذا تدمر الأوطان… فلسنا بحاجة لعدو فعدونا بيننا.
انا لست سوداوياً مع أن كل شيء حولنا لا يبشر بخير غير ثقتنا برب العالمين، ولكني أدعو الجميع حكومة وشعبا بأن يراجعوا كل ما فات، وأن نعود لطيبتنا وبساطتنا وأن لا نبقى نبحث عن الفوز على الآخر بأي ثمن، إنتصار الحكومة على الشعب خسارة للوطن وانتصار الشعب على الحكومة خسارة للوطن، (مش طالبين كثير ..! هدنه بين الطرفين وشوية عداله وتساوي فرص، شوية تفعيل للقانون على الجميع، اجتثاث الفساد والمفسدين… وتصبحون على وطن نحب)… حمى الله الأردن