.........مع دخول العام الجديد تبدأ احتفالات المملكة بمئوية الدولة الاردنية لمرور مئة عام على تأسيس امارة شرق الاردن على يد الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين بن علي وثلة من أحرار العرب والاردنيين الذين التفوا حول راية الثورة العربية الكبرى حالمين بنهضة عربية ووحدة عربية وكيان عربي حر مستقل
ولنقرأ من دفتر التاريخ والوطـن ما قاله الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه:،(،لمؤتة في النفس مكانــة وفي القلب منزلــة ،وفي الخاطر رعشة اعتزاز ،كما لها في الذكرى مستقر مجد وانتماء ) ففي سهول مؤتة تمت أول معركة بين الحق والباطل ،وعلى أرض مؤتة سال نجيع الشهداء زيد وجعفر وعبدالله .فمنحوا هذه الأرض قيمة تاريخّية وأودعوا فينـا أمانة حماية هذا الثرى الطاهر بما نملك من قدرات ، وبما نعدّ من أسباب القّوة والمنعة ، وعهدوا إلينا حمل الرايــة وإبقاءها عالية خفاقة ، عندما ضحوا بأرواحهم واستشهدوا .فوفاء ًلهذه المعاني جاء اختيارُ الموقع ،وجاءت التسميـة لتكون جامعة مؤتة تجسيداً علمياً وعملياً للعبر المستخلصة من معركة مؤتة الخالده.
فالتقت إرادة التاريخ الممثلة بأصالة تقاليد آل البيت وحرصهم على المضيء قدماً في حمل مشاعل الماضي لإضاءة الحاضر وصنع المستقبل بالتواصل والاستمرار ، لتأسيس فكرة جامعة مؤتة مؤكدة فلسفة توزيع مكاسب التنمية واستحقاقاتها على ربوع الوطن كافة تجاه الإسهام الفاعل في تنمية المجتمعات المحلية المحيطة بها، بعد ذلك تتابعت الخطى في مسيرة إخراج الفكرة إلى حيز الوجود.
فكانت مكانة مؤتة الجامعة كمؤسسة وطنية تشكل القلب النابض لمحافظة الكرك إذ يربطها بمؤسساتنا الوطنية وعلى اختلاف مسمياتها علاقات تعاون تثمرُ عن نتائج تتناسب والاهداف المنشودة لمسيرتها المعرفية.
ففي جامعة مؤتة رجال عشقوا شمس الوطن, حتى تلونت الجباه العالية بسمرة الجنوب رمزا يميزهم , فهم الوطن والوطن هم, هم الاردن روحا سكنتهم وعشقا أبديا سكنوه,
لم تكن جامعة مؤتة جامعة عادية ،فهي وارثة لتاريخ وحاملـة لرسالـة.وقـد قام على تأسيسهـا رجال مخلصون من قادة الجيش والسياسين والمفكرين والتربويين .
فمن لا ينحني لمؤته لا ينحني للوطن انهاالدرة الثمينه والصرح العلمي الشامخ خرج من بوابتها الوزراء والنقباء والمدراء والاساتذه والمفكرين والقاده العسكريين واصحاب الابداعات والاختراعات ورؤساء الجامعات مؤتة تغنى بها الكبار وتغزل بها الشعراء وانزلها اهل الحكمة منزلتها التي تليق بها تحمل رسالتها بكل امانه وترفد الوطن بالكفاءات العلميه وعلى امتداده ساحاته وبشتى مسمياتها.
وهي منارة إشعاع وتنمية ،ورافد مهم لاقتصاد منطقة الجنوب النامية وإعداد قيادات عسكرية ومدنية مؤهلة لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية من خلال بيئة جامعية متكاملة ومتطورة تسودها ثقافة البحث العلمي التطبيقي لخدمة التنمية الشاملة المستدامة وهي تسيـر ضمـن استراتيجية واضحة ومرنه تحاكي الحاضر والمستقبل فهي تركّز على العلوم المستقبلية في مجال تكنولوجيـا المعلومات ،وتتبنّـى برامــــج دراسية للتحوّل إلى الاقتصاد المعرفي ونقل واكساب المهارات التعليميه من أجل بيئه تعليميه جاذبه متطوره تواكب متطلبات العصر التنموية الحديثه.
وهنا يجب التأكيد ان جامعة مؤته بجناحيها صنوان ولا سبيل ان يفترقا وقد ان الأوان ان تعود المياه لمجاريها وتوضع الأمور في مكانها الصحيح وان تنتظم كالمعتاد الأفواج السنويه وذلك لأهمية مواصلة جناح مؤتة العسكري لحمل رسالته القومية على مستوى المنطقة العربية و الإقليم, إذ تقدّم إلى جانب التعليم الأكاديمي, التدريب العسكري لحمل رسالة الأردن القومية ورسالة الثورة العربية الكبرى حيث خرجت العديد من رجالات الوطن الاردني والعربي الكبير وحقق نجاحات وسمعة تغنى بها العديد من ابناء الوطن العربي لتؤكد الجامعة موقف الاردن النابض للوطن الكبير كله وتجسد دور جيشه العربي المصطفوي على اسس من مبادىء الحق والعروبة وبذل التضحيات وليؤكد ان القيادة الهاشمية تعتبر سيف الامة ومدار فخرها واعتزازها