إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، والمطلوب من أصحاب المال أن ينعكس أثر أموالهم عليهم وعلى اﻵخرين من خلال فرص العمل لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل؛ وللأمانة هنالك واجب وطني على أصحاب السيولة التي تتجاوز خمس وأربعين مليار دينار في البنك المركزي الأردني والبورصات الإقليمية والعالمية ضرورة إستثمارها على أرض الوطن بإستثمارات تخلق فرص عمل لتشغيل الشباب الجامعي وغيره ممن يعانون الكثير:
1. المال ينعكس على اﻵخرين باﻹستثمار وتوظيف العاطلين عن العمل عن طريق إيجاد اﻹستثمارات المناسبة لا تكديسه بالبنوك؛ وخصوصاً أن خيار الإستثمار يفيد صاحب المال والمُشتغلين والوطن من خلال إنعكاسه على الإقتصاد الوطني.
2. تكديس اﻷموال بالبنوك لا يخدم البتة اﻹقتصاد الوطني بل يخدم أصحابها فقط، والكيس من أصحاب المال من شغل الناس وساهم في القضاء على معضلتي الفقر والبطالة؛ وهنالك نماذج وطنية ناجحة تساهم في تشغيل شباب الوطن جزاهم الله خيراً؛ وأجزم بأن ذلك في ميزاني حسناتهم ووطنيتهم على السواء.
3. تكديس اﻷموال بالبنوك يعكس روحية اﻷخذ عند البعض، بيد أن تشغيل المال باﻹستثمارات يعكس روحية العطاء عن طريق إيجاد فرص العمل وسد الحاجات اﻷساسية للناس وأسرهم؛ ونشكر من القلب من يساهم في تشغيل شباب الوطن في مؤسساتهم وإستثماراتهم الوطنية المخلصة؛ وهذا يجلب رضا الناس والدعاء والبركة لأصحاب الأموال.
4. مطلوب من الدولة إيجاد الوسائل والسبل الملائمة لدعم اﻹستثمار وإبراز حضور المستثمرين وإحترامهم ﻷنهم ثروة وطنية حقيقية؛ والأهم دعم المستثمر المحلي ليكون نموذج وقدوة للمستثمر الأجنبي وجذبه ليستثمر على أرض الوطن.
5. اﻹستثمار وخلق فرص العمل فيه دعم للإقتصاد الوطني وروحية العطاء وأبعاد إجتماعية وسياسية وإقتصادية وغيرها؛ وهذا ذروة سنام العطاء الوطني.
6. وظيفة الحكومات هو التسهيل على المستثمرين وأن يكونوا لهم لا عليهم، بمعنى أن لا تسعى الحكومة لجني المال بقدر ما تساهم في تشجيع خلق فرص العمل؛ وهذا حتماً سيخلق بيئة جاذبة للمستثمرين.
7. تطلعات جلالة الملك ﻹيجاد مكان واحد للإستثمار باتت قاب قوسين أو أدنى من خلال التشاركية بين هيئة الإستثمار وصندوق إستثمار أموال الضمان الإجتماعي والتي تتحقق على اﻷرض وجذبت الكثير من المستثمرين؛ فالمؤشرات الأولية إيجابية ومبشّرة.
8. دعمنا للمستثمر المحلي هو الطريق القويم لدعم المستثمر الخارجي؛ وجلب الإستثمارات هي طريقنا للقضاء على البطالة وتشغيل الشباب الجامعي العاطل عن العمل؛ وهذا حتماً سيساهم في التخفيف من إرهاصات البطالة عند الشباب.
9. المستثمرون بناة حقيقيون للوطن ويحتاجون لدعم وإحترام الدولة والمجتمع ﻷنهم يساهمون بمحاربة تحديي الفقر والبطالة؛ وما زالوا بحاجة لدعم من خلال ثبات التشريعات وتحسين البيئة الإستثمارية والتخفيف من الضرائب وتعزيز الحوافز الضريبية والإعفاءات وغيرها.
بصراحة: المستثمرون دعامة من دعامات الوطن ويحتاجون لمزيد من اﻹهتمام والرعاية والتسهيلات لا المثبطات والمنغصات والمطفشات؛ ونحتاج أن يستثمر أصحاب الأموال والسيولة في البنوك على الأرض لخلق فرص عمل لشباب الوطن ويكونوا نموذج يحتذى لجذب المستثمرين الأجانب وفق الرؤى الملكية السامية!