نيروز الإخبارية :
د.فتحي حسين
سادت حالة من الارتياح مع بداية جلسات مجلس النواب الجديد والتي تميزت بالسخونة الغير معتادة بالمجلس النواب السابق ،وقد تعرض عدد من الوزراء للهجوم المباشر مثل أسامة هيكل وزير الإعلام وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال بعدما تعرضا الاثنان لهجوم وقدم عدد من النواب استجوابات وطلبات إحاطة وتساؤلات وهذا لم نكن نراه من قبل خاصة في الدورة السابقة لمجلس النواب وهو ما يعيد الثقة لدي الشعب في مجلس نوابه ،وتعكس في الوقت نفسه أهمية الدور الرقابي الذي يمارسه مجلس النواب علي الحكومة من أجل تحقيق امنيات واحلام الشعب المصري الذي ينتظر الكثير والكثير من الاحلام علي أرض الواقع ..
كما شهدت الجلسات الأولي واقعة طرد نائب من مجلس النواب وتحويله الي لجنة القيم بسبب تلفظه بكلمات غير مقبوله من وجهة نظر المجلس وهذا تناقض غريب أن يجتمع النواب مع الحكومة ضد زميل لهم بالمجلس وهذا العضو مسموح له أن يقول ما يشاء تحت قبة البرلمان ويمكن حذفها من المضبطة أو منع الصوت عنه ولكن المجلس اختار الحل الاسهل وقام بطرده من مجلس النواب بشكل غير لائق وكانت هذه النقطة بمثابة تصرف غير جيد علي الاطلاق من جانب المجلس الذي انحاز للحكومة المفترض أن يراقب عليها وكأنه اولي به أن ينحاز لزميلهم بالمجلس !
واظن ، وليس كل الظن اثما، أن المجلس لو استمر علي نهجه هذا في الهجوم وتقديم الاستجوابات ضد الوزراء والحكومة سيكون بمثابة خير داعم للخططت التنموية التي تقوم بها الدولة ومشروعاتها القومية الكبري !
تذكرنا جميعا استجوابات النائب الراحل بالدرب الاحمر علوي حافظ والذي كان معارضا شرسا ضد الحكومة ونائب عن حزب الوفد وكان يقدم استجوابات قوية وأدار برلماني راقي ليس له مثيل ، وأبو النجا المحرزي النائب الراحل طلعت السادات وغيرهم من النواب الذين كانوا يشعروننا بأن هناك مجلس للنواب بحق وحقيقي وان هناك ظهر قوي يستند عليه الشعب وهو مجلس النواب في مجلس برئاسة الدكتور حنفي الجبالي وفيه عدد كبير من السيدات والشباب والأقباط والكبار والمفكرين والخبراء ،مع العلم أن مجلس النواب الماضي برئاسة علي عبد العال لم يقدم استجوابات واحدا خلال الخمس سنوات الماضية وهو أمر لم يحدث في تاريخ الحياة المصرية!
مجلس النواب هو متنفس الشعب نحو الحكومة فلابد من أفساح المجال لهم وإزالة كافة العقبات التي تحول دون توصيل صوت الشعب للفقراء..
ناهيك عن سخونة جلسات مجلس النواب الحالي وتقديم الاستجوابات وطلبات الإحاطة ضد الوزراء في حكومة مدبولي يتناسب تماما مع الشعود بالبرد الشديد الذي يشعر به المواطنين ونحن في فصل الشتاء ذو البرد القارس !!
