بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الـ(59)، رعى وزير الزراعة محمد داودية حفل توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة الهاشمية والمركز الوطني للبحوث الزراعية/حاضنة الابتكار الزراعي لاحتضان مشروع ريادي مقدم من عضو هيئة تدريس في كلية الهندسة، كما تم توقيع عدة مذكرات تفاهم مع عدد من المشاريع الريادية الزراعية.
وقال داودية انه من دواعي الفخر والاعتزاز إن يتزامن عيد ميلاد جلالة الملك المعظم ومئوية تأسيس الدولة الأردنية وحفل توقيع اتفاقيات حاضنة الابتكار الزراعي في المركز الوطني للبحوث الزراعية والتي تعد نقلة حقيقة لها انعكاس هام على القطاع الزراعي من خلال تحويل الأفكار إلى مشاريع إبداعية وريادية تسهم في تحقيق الاستدامة الزراعية.
وعبر داودية عن اعتزازه بكوادر المركز الوطني من خلال الجهود البحثية المبذولة خدمة للقطاع الزراعي وسرعة في الإنجاز من خلال تكليف الحكومة المركز الوطني بعمل الخارطة الزراعية وتقنيات الحصاد المائي في وقت قياسي وهذا الإنجاز بحجم الوطن على امتداد أرضه.
وبين الدكتور نزار حداد مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية أهمية هذه حاضنة الابتكار الزراعي من خلال إدخال الأفكار الإبداعية التي تمس القطاع الزراعي بشقية النباتي والحيواني من خلال لجنة متخصصة ضمن أسس علمية حديثة.
وعن مبررات هذه الحاضنة، أوضح الدكتور حداد أهمية إطلاق حاضنة الابتكار الزراعي والتي تهدف إلى تحقيق رسالتها المتمثلة في تأهيل الرياديين والمبدعين وانضاج أفكارهم ورعايتهم وتأهيلهم ليصبحوا قادرين على المنافسة في السوق، بما يمكنهم من التحول من فئة الباحثين عن الوظيفة إلى فئة مالكي المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع التأكيد على قيم المشاركة والشفافية والمسؤولية الاجتماعية بما يسهم في تحقيق رؤية المركز ورسالته وقيمة وأهدافه.
وأشار حداد إلى أن عدد المشاريع في حاضنة الابتكار ستة عشر مشروع بعد إدخال ستة مشاريع اشتملت أفكارها على وجود منصة إلكترونية في مجال تجارة الخضار والفواكة، تطوير جهاز محلي الصنع للكشف عن سوسة النخيل، معالجة المخلفات الزراعية النباتية والحيوانية، لمحافظة على البيئة من خلال برامج تنمية مستدامة، إنتاج السماد السائل من خلال استحلاب الدود، تأهيل الرياديين والمبدعين وإنضاج أفكارهم ورعايتهم.
وقال الأستاذ الدكتور فواز العبدالحق الزبون رئيس الجامعة الهاشمية إن الجامعة فخورة بالشراكة والتعاون والتبشيك مع المركز الوطني بما يحقق أهداف الجانبين في التأهيل والتدريب والابتكار والريادة إضافة إلى إجراء البحوث التطبيقية والميدانية التي تعالج القضايا الوطنية ذات الأولوية مثل قضايا ندرة المياه وتحضير الأراضي الجافة وشبه الجافة وتطوير الزراعة وتعزيز الأمن الغذائي وإدخال التكنولوجيا إلى هذا القطاع الحيوي.
وأضاف أن توقيع الاتفاقية اليوم مع حاضنة الابتكار الزراعي في المركز وذلك لرعاية ودعم بحث استخدام التقنيات الحديثة والمستشعرات الدقيقة لقياس حاجة النبات والمزروعات إلى المياه والري مما يحقق القاعدة الذهبية في تقليل كمية المياه المستخدمة ومضاعفة الإنتاجية، كما بهدف التعاون إلى بناء قاعدة معلومات وطنية زراعية حول حاجات المزروعات للمياه وفق المنطقة والموسم والطقس.
مشيرا إلى توقيع اتفاقية تعاون مؤسسي مع المركز لإنشاء بنك البذور الوطني وهو مشروع وطني ريادة لحفظ النباتات الوطنية وتوثيقها ودعم القطاع الزراعي الأردني وتوفير قواعد بيانات رقمية للنباتات الوطنية ما يعزز من البحث الزراعي.
وقال عميد كلية الهندسة الأستاذ الدكتور عوني اطرادات إن الكلية وبما يتسق مع الرؤية الإستراتيجية للجامعة الهاشمية تسعى دائما للتشبيك مع قطاعات الأعمال والإنتاج والخدمات وتلمس الاحتياجات والمتطلبات التي تواجه هذه القطاعات لزيادة الإنتاجية وتسخير المعرفة والعلوم الهندسية والتقنية لذلك، وتأتي مذكرة التفاهم المبرمة بين الجامعة والمركز الوطني للبحوث الزراعية ضمن الجهود الرامية إلى تكامل بين الجانب الأكاديمي والبحثي للخروج بحلول ذات طبيعة عملية تطبق على أرض الواقع وتعمل على إيجاد حلول لمشاكل المزارعين في البيئة المحيطة للجامعة وعلى الصعيد الوطني بشكل عام.
وذكر الدكتور اطرادات أن فريقا بحثيا من كلية الهندسة برئاسة الدكتور أشرف علي الجرايدة-مساعد عميد كلية الهندسة، كان قد تقدم بفكره ريادية وتم تبنيها واحتضانها من قبل المركز الوطني للبحوث الزراعية ليصار الى دعمها بحيث يقدم المركز للفريق البحثي من خلال مبادرة حاضنة الابتكار الزراعية حزمة متكاملة من الاستشارات الفنية والدعم اللوجستي للمشروعات الابتكارية التكنولوجية الجديدة خلال فترة إقامتها. كما تقدم الجامعة الهاشمية ممثلة بمرافقها ومراكزها وكلياتها التسهيلات اللوجستية والخدمية والبحثية للعاملين بالمشروع ليساعدهم على تطبيقه على أرض الواقع.
وذكر الدكتور اشرف الجرايدة، قائد الفريق البحثي، أن فكرة المشروع البحثي تقوم على استخدام مستشعرات لقياس متغيرات رطوبة التربة والمحاصيل الزراعية لبيئة منطقة الجامعة ومحيطها ونقلها عبر نظام إنترنت الأشياء مخصص لهذه الغاية إلى وحدة ونظام تخزين بيانات سحابي ليتم تحليل البيانات بالاستعانة بخوارزميات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وبالتالي تحديد الاحتياجات المائية للمنطقة المستهدفة بشكل دقيق مما يقلل الهدر المائي. يأتي هذا المشروع ضمن جهود الجامعة لخدمة القطاع الزراعي في منطقة المجتمع المحلي تحديدا والأردن بشكل عام حيث يسهم المشروع البحثي بتغيير الثقافة الزراعية وأساليبها التقليدية عن طريق تمكين المزارعين من استخدام وتبني الأدوات التكنولوجية في نشاطاتهم الزراعية اليومية والخدمات اللوجستية المقترنة بها مما يساعد على تقليل الاحتياجات المائية للري مع تعزيز مردود الإنتاج و تقليل الكلف التشغيلية والإنتاجية. على الصعيد الوطني، يساهم المشروع بتعزيز الأمن الغذائي واستشراف المستقبل عبر وضع خطط طوارئ لإدارة المياه اللازمة للري ضمن نطاق الأرض الزراعية المستهدفة بمفهومها الضيق والواسع، ويسهم المشروع كذلك بجهود الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الزراعة على فهم أعمق لتفاصيل الخارطة الزراعية في الأردن الجاري الأعداد لها حاليا وعكس ذلك على أرض الواقع في المناطق الزراعية بمحافظتي المفرق والزرقاء ليتسنى للخبراء بالمجال الزراعي الاستعانة بمخرجات المشروع والنتائج الناجمة عنه. وقال الدكتور الجرايدة أن الحاضنة ستساعد في تسويق وعرض أهم التطبيقات الناتجة عن البحوث العلمية مع التركيز على القيمة المضافة.