لا يقدر على الكتابة من ليس لديه مَلَكَةِ وفنِّ الكتابة وسعةِ الثقافة، إذ ليسَت الكتابة ضرباً من التسلية أو العبثية بل من أجلِّ بناء الفكر والإنسان وتعزيز قيمة الحياة وجمالها. فالكتابة من أخطر الأدوات عندما تقع بيد جاهل لأنها تشكِّلُ مِعولاً للهدم وبثِّ الخرافات والشائعات واثباط عزام الناس عن مسيرةِ الحبِّ والجمالِ والعطاء.
ولذلك أبدعَ الكثيرُ من الكتَّاب والمفكِّرين والمثقَّفين في بثِّ روح العزيمة ونشر القيم السامية والإنسانية من خلال كتاباتهم الخالدة التي تتناول مفاهيم الحبِّ والتسامحِ والجمالِ والعدالةِ والكرامةِ الإنسانية. فكتاباتهم لا تتقادم مع الزمن ولا تَعتق ولا تَضْمُر مع مضي السنين، بل تزداد تألقاً وجمالاً لأنّ القيم الإنسانية خالدة، وتحتاج إلى من يعزِّزَها في عالم المادة اليوم وعالم الصراع على القوَّة والهيمنة والسلطة، وعالم الغطرسة، وعالم الإستعلاء. فلا بدّ من وجود أمثال هؤلاء الكتاب وتلك الكتابات لتصل إلى أيدي القراء لتزرع في القلوب مفهوم الحياة الإنسانية ودورنا ورسالتنا في الحياة.
فما قيمة النجاح وجني المال من غير حبٍّ وجمالٍ وشعورٍ إنساني رقيق، يُعنى بالكون والبيئة والشعور الإنساني النبيل الصادق؟ لربما في ذلك رسالة قوية خصوصاً لمن يتناولون في كتاباتهم وأحاديثهم بثِّ سمومهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وكذلك بثِّ روح الحقد والتفرقة والعنصرية والكراهية بدلاً من زرع روح التعاون والإخاء والتعاضد والإحترام المتبادل.
ما أحوجنا اليوم إلى كتّابٍ يحملون في عمق أفكارهم وكتاباتهم تعظيم قيمة الحياة الإنسانية على تنوعها العرقي والديني والإثني والجندري. فهي مصدر سعادتنا حتى ولو لم نحقِّقَ كل آمانينا أو نحصلَ على كل ما أردنا، فإنَّ حياتنا يجب أنْ تنبضَ بالسعادة الغامرة التي تجدِّدَ قوانا ونشاطنا يوماً بعد يوم لننيرَ درب أولادنا في طريق النجاح والإنجاز.