قبل أربعة عشر عاما كأنها اليوم انتقل إلى رحمته تعالى الحاج محمود سعيد الظاهره الوطنيه التي تجمع ولا تفرق وتحولت مزرعته في عين الباشا إلى مكان ثقافي حواري يجمع الجميع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وعربا فمن العباسيه إلى مخيم عقبة جبر إلى عمان
٣٢ عاما وانا أعرفه كابن له وعرفته عام ١٩٧٥ عندما اصبحت طالبا نشيطا في الجامعة الاردنيه ودارت الايام وعرفت ابني المحامي د محمد مصطفى عيروط عليه وقد رأيناه قبل أيام من وفاته عام ٢٠٠٧ في مزرعته المقر في عين الباشا وكنت عائدا من اربد مساء وكنت أشكو له مما وقع علي من ظلم وظيفي يحارب فيها المخلص والكفاءه وبشكل محبط جدا وبعد وعود هو يعرفها بانني ساكون في موقع اعلامي بعد أن حصلت على الدكتوراه من الجامعه الاردنيه عام ٢٠٠٥ و بعد ٢٨ عاما في الخدمه بكفاءه وباخلاص في الإعلام فقال حرفيا(اصبر يا ابني فالعصامي والناجح لن ينكسر ومهما كانت قوى ظلم عليه) وهذه الظاهره التي من الصعب تكرارها في البساطه والتأثير والوضوح والصمود أمام الصعاب والقدره على جمع الجميع والمتناقضات فكان مكانه صالونا سياسيا وثقافيا ووطنيا بكل معنى الكلمه فالاخلاص للوطن والقياده الهاشميه التاريخيه هي خط الجميع ومنهج الجميع
رحمه الله
وستبقى ذكراه في ذاكرة من احبوه باخلاص ومن رواده المخلصين ومن عرف الحاج محمود سعيد بهم المؤثرين في الدوله فهو ظاهره قد لا تتكرر ومن عرفه عن قرب فهو جرىء في الحق ولا يجامل في أمور عامه ويقولها علنا وللجميع فلا يحمل شهادات علميه ولا دكتوراه ولكنه دكتوراه في الخبره والحياه وقد اعتركته الحياه والحياه هي مدرسه وجامعه وكان قديرا بأن يميز الإنسان من كلامه ووجهه فما اصعب الكذب والدجل وكثيرا ما قال أمامي لأشخاص
(لا تكذب) فالكذب واتهام الاخرين كانت عنده نقطه سوداء عند من يمارسها
رحم الله معالي الفريق مصطفى باشا القيسي الذي عرفناه عن قرب جدا ودائما يأتي لمزرعة الحاج محمود سعيد فكان كبيرا ومدرسه في المخابرات في التواضع والباب المفتوح والقلب المفتوح والمهني الموضوعي والمخلص فقد عاش الباشا نظيفا مخلصا متواصلا مع الآخرين موضوعيا مخلصا للوطن وقيادتنا الهاشميه التاريخيه وهو ظاهره وطنيه أيضا
وكنت أسمع منهما دائما ونحن نؤمن بها وننقلها إلى الأجيال (قيادتنا الهاشميه صمام أمان للاردن)