أنشأت معلمات في عدد من المدارس الحكومية «غرفا صحية» بهدف تقديم الخدمات الصحية للطالبات والكوادر الإدارية والتدريسية، والمجتمعات المحلية، من خلال مشاركتهن في مبادرة «سنبلة».
وتلبي «الغرف الصحية» التي انطلقت فكرتها مع انتشار جائحة «كورونا» احتياجات المدارس حال وجود حالة مرضية بين الطالبات أو التعرض لحادث بسيط، من خلال توفير الإسعافات الأولية، والأجهزة الطبية لمراقبة الصحة.
وأنشات معلمة الحاسوب سوسن حلالمة من مدرسة مِدين الثانوية الشاملة للبنات في محافظة الكرك، غرفة صحية في المدرسة بهدف توفير مكان ملائم للحالات المرضية الطارئة، لحين حضور ولي الأمر.
وتقول الحلالمة: «أصبحت مسؤولة الصحة المدرسية بالتزامن مع جائحة «كورونا» وانطلقت الفكرة التي نفذت بالتعاون مع مديرة المدرسة كوثر الحمايدة وبدعم من المدرسة والمجتمع المحلي.
وتحتوي الغرفة الصحية على سرير طبي، وأجهزة قياس السكر والحرارة وضغط الدم، وعلاجات وإسعافات أولية، ومعقمات.
وخصصت المعلمة ولاء الصقرات من مدرسة فاطمة الزهراء الثانوية للبنات في الطفيلة غرفة صحية تهدف إلى تقديم الخدمة للطالبات والمعلمات حيث توفر لهنّ إجراءات المغادرة لقياس السكر او الضغط خارج المدرسة، ويبلغ عدد طالبات المدرسة 780 طالبة.
كما تخدم الغرفة الصحية المجتمع المحلي القريب للأشخاص المحتاجين لمراقبة الضغط أو السكر بشكل دوري.
وتضم الغرفة كرسيا للمقعدين وسريرا طبيا وأجهزة مراقبة الضغط والسكر وأوكسجين الدم والحرارة، ومواد أولية لمعالجة الحروق الناجمة من التجارب المخبرية.
وترى المعلمة سمية الصرايرة أن وجود «غرف صحية» في المدارس أصبح ضرورة ملحة للتعامل مع بيئة طارئة، وهو مرفق يجب أن يكون موجودا في المدارس كافة وبحاجة للدعم ووجود معلمة ضمن التخصصات الطبية لتجنب الإرباك.
الصرايرة، مساعدة مديرة مدرسة الشهابية الثانوية للبنات في محافظة الكرك، تقول «تضم المدرسة (400) طالبة، وبسبب ما فرضته علينا جائحة «كورونا» وللالتزام باشتراطات العودة الآمنة للمدارس لا بد من توفير «غرفة صحية» تحتوي على المواد والأجهزة الطبية الضرورية».
وبيّنت أنه تم إنشاء الغرفة من خلال عملية إعادة تدوير الأثاث القديم في المدرسة بمساعدة مديرة المدرسة كرم الشمايلة، والمعلمتين شهيرة الشمايلة وأماني المدادحة.
أما دلال الكيلاني، وهي مرشدة اجتماعية في مدرسة «رقية بنت الرسول» في الزرقاء، قالت إن الغرفة «موجودة لكنها كانت بحاجة لصيانة وتوفير أجهزة طبية أولية وصندوق اسعافات أولية، تم توفيرها بدعم من المجتمع المحلي».
وعملت المدرسة بالتعاون مع المعهد المروري على إنشاء ممرات مشاة وعدد من الجداريات لأن المدرسة تضم 650 طالبة وتخدم فترات امتحانات الثانوية العامة والانتخابات، فكان لا بد من وجود مكان مخصص يخدم أي حالة صحية طارئة.
وتهدف المبادرة، التي يشارك فيها معلمات ومعلمون من المدارس الحكومية في مختلف المراحل التعليمية، إلى نشر ثقافة الإبداع والريادة الاجتماعية وبخاصة في ظل جائحة «كورونا».
وتأتي المبادرة هذا العام في ظل التحديات التي يواجهها العالم بعامة والأردن بخاصة بسبب جائحة «كورونا»، واستثمار مهاراتهم وإمكانية تطبيق أفكارهم على أرض الواقع، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وبدعم من البنك العربي.