الضرير يؤمن بأن الصوت هو السيد ولا غيره سيداً " .. به يحس ويلمس الدفىء ويتشربه ضياءً .. وعلينا دوماً ان نكون على قناعة بأن الظلمة التي يعيشها الضرير هي فقط وبكل بساطة ليس أكثر من غياب الضوء بإختصار، وبدون ديباجة طويلة كان البنك الاردني الكويتي الذي علّم الجميع المسؤولية الاجتماعية كيف تكون والى أين تتجه بإعتباره شريكاً رئيساً لكل المبادرات التي تعزز وترسخ انسانياً المسؤولية الاجتماعية التي أصبحت " وديعة أو حساب جاري " في ذهن إدارة البنك والادلة كثيرة والشواهد أكثر ... صباح اليوم الخميس لم يكن هيثم البطيخي المدير التنفيذي للبنك مجتمعاً في قاعة فاخرة للحديث عن رأس المال او الاستثمار ولم يكن يتابع شؤون البنك الفنية والتفصيلية والتشغيلية وما أكثرها ! فالرجل كان في منطقة شعبية نائية أعتقد أن كثير من أصحاب المال والأعمال لا يعرفونها ولم يمر بطرقاتها وحواريها إنها منطقة " القويسمة " حيث تصطف كراجات التصليح على الطرقات لدرجة انك تشعر انك في كراج كبير ... البطيخي الهيثم كان متواجداً في جمعية الضياء في منطقة القويسمة وهي جمعية تعنى برعاية شؤون الاطفال المكفوفين وتنمية مواهبهم لتجعلهم اطفال في قلب الحياة لا معلقين في عذابات المستقبل حيث السواد والقدر والحزن وربما الواقع فالرجل وفريقه في قسم العلاقات العامة وبعض المدراء المعنيين كانوا في الجمعية جمعية الضياء قبل موعد الحفل وحتى فيل حضور المكرمين الذي اقامه البنك ورعاه وأشرف عليه من الألف الى الياء لتكريم طالبتين كفيفتين متفوقتين في امتحان الثانوية العامة ... ما أروع الفكرة وما أعظم المناسبة وما أقدس النبل الانساني الذي يتجلى ببصرٍ وبصيرة في فكر هذا البنك الإنساني والاجتماعي فالمدير التنفيذي " بشحمه ولحمه " يترك مواقع الأبهة والمكاتب الفخيمة ويتوجه بصدق وفطرة وعفوية لتكريم طالبتين كفيفتين رأى الجميع مساحة الأمل والفرح والسعادة على محياهما وهن يتكرمن من البنك الذي رفع من معنوياتهما وزرع لهما بصيص من الامل وعلّمهما بأن البصر يختلف عن البصيرة فبالرغم من أنهما لم يشاهدا احداً لكن شعرا تماما بأن صوت الدفىء وكلمات الحب والاعجاب والتشجيع والصدق يمثلان هذا الجسر من الامل
"حفلة ولا أروع" بصيرة أقوى من البصر وسعادة شاهدة راسخة كالحجر وحلم على الكتفين سيبقى خالداً محفوف بورق الشجر فمن يزرع أمل وتفاؤل وحسن الظن سيبقى نعمة على شكل فائدة لهؤلاء الذين عاشوا بلا بصر ولكنهم بالتأكيد كانوا بحاجة الى امل زرعه البنك بعيداً عن الضوضاء او البرستيج او حتى عيون الاعلام وما اجمل ان تزرع املاً جديداً لشخص أحس به ولم يراه فالأمل هي النافذة الصغيرة والتي مهما صغر حجمها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة .. وهنا أتذكر ما قالته احدى المكرمات الكفيفات حينما قالت أمام الحضور ان أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس ، كلام كبير أو خطير لكن هذه المكفوفة وبصيرتها تعلقت بالأمل الذي شاهدته وعاشته في حفلة ستبقى مخلدة في ذاكرتها وذكراها نعم البنك الاردني الكويتي فتح النافذة وهيثم البطيخي زرع هذا الامل فالشمس عندما تظلم في ناحية تضيء في مكان آخر ولولا الأمل كما عشنا كثيراً ...
مبروك للكفيفات نجاحهن وتميزهن وتفوقهن فهن اثبتن لنا ان العيون قد ترى النجاح ولكن البصيرة هي التي تصل اليه ولكن المستقبل بات مع حفل مجهز ومعد بعناية جعل الحلم حقيقة وجعل الامل قابل للتحقيق خصوصاً عندما تزرع ثقة وتحفر مكانة لشخص يحتاج لها فإننا نقول بارك الله في بنك منحه الله بصيرة وروح انسانية جعلته يفكر بأن الكفيفة قادرة على صنع المستقبل لانها تحسه قبل ان تراه.
وهنيئاَ بالمنتج المصرفي الجديد والذي يحمل عنوان زراعة الامل ونكرر دائماً ان البنك الاردني الكويتي حقيقةً أكثر من "مجرد بنك" وعندما يقول سنخدمكم بأهداب عيوننا فهو فعلٌ وقول دوماً ودائماً.