تقول مجلة الإيكونومست (Economist) الإنجليزية المحافظة في العدد الأخير منها (18 أيلول 2021) ، واعتمادا على تقرير حديث صادر عن البنك الدولي بعنوان ""النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلمها: مسار للحد من فقر التعلم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، أن اللغة العربية في تراجع، ويؤدي ذلك الحال إلى "فقر التعليم" في الدول المتحدثة بتلك اللغة. وهذا، بطبيعة الحال، ينعكس سلبا على الواقع الاقتصادي والاجتماعي فيها.
ويذهب التقرير إلى أن أكثر من نصف الأطفال في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعانون من "فقر التعلم" - فهم لا يستطيعون قراءة نص مناسب للعمر وفهمه بحلول سن العاشرة. وهذا يمنع معظم أطفال المنطقة من الانخراط الكامل في التعليم ويعيق تقدم البلدان في تكوين رأس المال البشري.
وحسب تقرير البنك فيمكن معالجة هذا التحدي من خلال إجراءات هادفة مثل وجود بيئة غنية باللغة العربية، والتعرض المبكر للغة العربية الفصحى، والتعليم عالي الجودة الذي يعتمد على علم تعلم القراءة والذي يزيد من التداخل بين اللغة العربية الفصحى والأصناف العامية.
ويشير التقرير إلى أن النهج الأفضل لتعليم اللغة العربية للشباب الناطقين بها يحتاج إلى تعزيز، وتم اقتراح مسار يحدد الإجراءات الأكثر أهمية، وكانت على النحو التالي:
أولا: تطوير أهداف محددة وقابلة للقياس الكمي لنتائج تعلم اللغة العربية للأطفال على المدى القصير والطويل بدعم من أعلى المستويات الحكومية، مع تحديد روابط واضحة بأهداف السياسة الاجتماعية والاقتصادية للبلدان.
ثانيا: تحديد وتسخير السمات والمفردات المشتركة بين اللغة الفصحى والأشكال العامية للغة العربية لبناء جسر بين معرفة الأطفال باللغة العربية العامية وتعلم اللغة الفصحى.
ثالثا: توسيع تعرض الأطفال المبكر للغة العربية الفصحى، وخاصة المفردات وبناء الجمل، وبطرق جذابة.
رابعا: وضع معايير تفصيلية لتقدم القراءة استنادًا إلى علم تعلم القراءة.
خامسا: إعادة النظر في برامج تعليم معلمي اللغة العربية (قبل الخدمة) وبرامج التطوير المهني للمعلمين (أثناء الخدمة) لإضافة دراسات في أصول التدريس باللغة العربية.
سادسا: التأكد من أن كل مدرسة لديها برنامج تعليمي قوي للغة العربية للصفوف المبكرة مع تخصيص الوقت الكافي.
سابعا: تحديد ومراقبة القراء المتعثرين ، وخاصة في الصفوف الأولى، ودعمهم من خلال برامج فعالة للتدخل المبكر.
ينصح بقراءة تقرير البنك للمهتمين بمسائل التعليم والتقدم الاقتصادي للدول: