"هذا الشبل من ذاك الأسد"، جملة نسمعها ونستخدمها كثيراً عندما نريد أن نشبه طفلاً بأبيه بخاصة اذا كان يحمل صفاته وأفعاله. فما هي قصة هذا المثل العربي الشهير ومن كان أول من أطلقه، هذا ما سنعرضه لكم في السطور التالية.
قصة هذا المثل تعود إلى القرن الهجري الأول، وتدور حول طالب فقير الحال يطلب العلم، وخرج في أحد الأيام من منزله متضوراً جوعاً فلجأ الى بستان مليء بأشجار التفاح، وأخذ من إحدى أشجاره تفاحة ليسدّ بها رمقه.
لكن عندما عاد الى منزله بدأ يلوم نفسه، فذهب إلى صاحب البستان، وحكى له ما حدث، طالباً منه المسامحة، ليكون جواب صاحب البستان صادماً حيث قال له: "واللهِ لا أسامحك، بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله".
عندها انهمرت دموع الفتى وتوسل للرجل كي يعفو عنه، الّا أن صاحب البستان استمر على عناده، فما كان من الفتى الأ أن عرض عليه العمل في البستان دون أجر بقية عمره، ليكون رد صاحب البستان صادماً أكثر من رده الأول وأجابه بأنه مستعد لمسامحته في لحظتها، شرط أن يتزوج ابنته، العمياء والصماء والبكماء، والتي لا تمشي.
ولم يكن هناك خيار آخر للشاب غير الموافقة على عرض صاحب الأرض رغم حزنه الكبير. ولكنه صدم عندما ذهب للعروس ووجدها جميلة جداً، وكانت تمشي وتتكلم بشكل طبيعي، ليسألها عما قاله عنه أباها، فقالت له: "لأنني عمياء عن النظر إلى الحرام، وبكماء عن الكلام فى الحرام، وصماء عن الاستماع إلى الحرام، ولا تخطو قدماي خطوة إلى الحرام، وإنني وحيدة أبي، ومنذ سنوات وهو يبحث لي عن زوج صالح، فلما أتيته وعلم أنك تخاف الله، اختارك لي".
وبعد سنة من زواجهما أنجبت الزوجة غلاماً من خير ما أنجبت الأمة العربية، "أبو حنيفة النعمان"، وبعد انتشار قصة الوالد والوالدة وأفعال أبو حنيفة النعمان، أطلق هذا المثل الشهير "هذا الشبل من ذاك الأسد".