تشكل أضرحة ومقامات الصحابة الأجلاء في المزار الجنوبي نافذة سياحية دينية محليا وعربيا وإسلاميا لاحتضانها رفات شهداء أول معركة إسلامية خارج الجزيرة العربية.
وتضم المقامات أضرحة ثلاثة من الصحابة الذين استشهدوا في معركة مؤتة في العام الثامن للهجرة "جعفر من ابي طالب وزيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة"، والتي حظيت باهتمام ورعاية عبر العصور الإسلامية المتعاقبة حتي يومنا الحاضر والتي تشهد النقوش الأثرية المتبقية على ذلك الاهتمام.
وقال الباحث وسام الجعفري إن تاريخ بناء المقامات يعود إلى العهد المملوكي من خلال لوحات مكتوب عليها عام 752 هجرية، موضحا أنه جرى إعادة البناء والترميم في العهد العثماني كذلك في عهد إمارة شرق الأردن فيث الفترة بين 1930 إلى 1934.
واكد تواصل الإعمار الهاشمي الحديث بإضافات واسعة شملت القاعات وساحات الصلاة والمرافق العامة والحدائق والمتحف.
من جانبه، اكد الباحث حامد النوايسة، القيمة الدينية والتاريخية للمقامات عبر التاريخ الإسلامي، لافتا إلى أن ذلك تجسد من خلال عمليات الترميم والبناء المتعاقبة من قبل الممالك الإسلامية كالفاطميين والأيوبين والمماليك والعثمانين.
وعرض النوايسة لمراحل الإعمار الهاشمي للمقامات منذ عهد الأمير عبدالله الأول والراحل الملك الحسين وتواصل العناية والرعاية من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي تعكس الحرص الهاشمي على الحفاظ على الإرث الحضاري والديني والتاريخي لها.
بدوره، بين مدير أوقاف المزار الجنوبي الدكتور معتصم الشمايلة، مراحل بناء وتوسعة المقامات والأضرحة في العهد الهاشمي، والتي بدأت الأولى عام 1996 تخللها انجاز مقامات الصحابة جعفر وعبدالله وزيد بن حارثة، بالإضافة إلى مكاتب إدارية و22 مخزنا تجاريا و7 غرف نزل ضيافة ومرافق عامة وحدائق ومصلى بكلفة تقدر بحوالي 4 ملايين دينار، والمرحلة الثانية عام 1999 التي شملت بناء مسرح بسعة 250 مقعدا وقاعة متعددة الأغراض وقاعة ملكية وقاعات لاستقبال الزوار ومتحف إسلامي ودار نموذجية لتحفيظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى مركز نسائي بكلفة تقدر بحوالي 4 ملايين دينار.
واشار إلى أن المسجد المقام على مساحة تقدر بنحو 12 الف متر مربع يتسع لحوالي 5 آلاف مصل. بترا