المرحوم الشيخ محمد عبدالكريم مكازي اخوارشيده الخزاعلة"ابو لورنس" من مواليد عام 1943 م، وعلى عادات وتقاليد الفروسية ترعرع،فكانَ المُهاب في كل مجلسٍ ومكان والمِقدامُ لكل فضيلة أو كما تقول البدو "نِفيله".
وُلِدَ المغفور له في حقبةٍ صعبة، أو بالأحرى تصعب على الرجال أمثاله، فَفي تلك الفترة العصيبة، كان الصراع العربي - الصهيوني في أوجه، ومع وضوح الأطماع الصهيونية في أرض العرب، وجدَ المغفور له أنها تتعارض مع قِيَمه العروبيّة والإنسانيّة، فالتحق بالجيش العربي الأردني مقاتلاً مدافعاً وزملائه عن الحِمى العربيّ ضد الصهاينة ومن والاهُم، فشارك في معركة الكرامة عام ١٩٦٨ م ناذراً نفسه مدافعا عن ثرى بلاده العربي العربيّ،فكان لهُم النصر "إن تنصروا الله ينصركم" وعلى العدو الخزي والعار والهزيمة، ومن ثم شارك في إخماد الفتنة الداخلية التي عصفت في الأردن عام ١٩٧٠م.
وقد كان المغفور يحرِص أشد الحرص على إصلاح ذات البين ومن الذين ينافِحون عن قِيم البداوة والفروسية، فلا غروَ فهو الإبن الأكبر للشيخ عبدالكريم المكازي وحفيد الجدّين الأكبر أيضاً لكل من" الشيخ مكازي محمد اخوارشيده والشيخ محمد الكايد اخوارشيده".
واهتم المغفور له بتعليمه الذاتي، فكان يُتقن اللغة الإنجليزية إتقان غير معهود في ذلك الوقت ويتحدثها بطلاقة منقطعة النظير، واهتم أيضاً ببناء فلسفته الخاصة القائمة بالدرجة الأولى على الإنسانية والتآخي وحب الخير،
فقد كان المرحوم ووالده الشيخ عبدالكريم ورجالات بلدة رحاب من الذين وضعوا الأُسس السليمة والصحيحة لتطوير البُنى التحتية للبلدة، فوالده الشيخ عبدالكريم هو الذي جلَبَ أمر بإستحداث مجلس بلدي لقرية رحاب بني حسن عن طريق الشيخ الدكتور محمد عضوب الزبن-رحمه الله - الذي كان آنذاك وزيرا للشؤون البلدية والقروية آنذاك،ولها قصة جميلة وطويلة سنوردها لاحقاً إن شاء الله.
توفي المغفور له عام ١٩٩٩ م عن عمر يناهز ستة وخمسون عاماً ، فبوفاته فقدت رحاب بني حسن أحد "قراميها وعُمدانها وشبابها"، رَحَلَ إلى علياء سماوات ربه تاركاً خلفه إرث من الرجولة والكرامة لا ينضب ولا يفنى طال الزمان أو قصر.