اشرت في أكثر من مقال الى أن القوات المسلحة الأردنية بتصديها لعصابات تهريب المخدرات لا تدافع عن الأردن فقط، لكنها تقوم بذلك نيابة عن منطقة الشرق الأوسط عموماً ودول الخليج العربي على وجه الخصوص، بل وعن العالم أجمع والبشرية كلها، وهو ما يؤكده إلقاء نظرة على المناطق والمعابر الحدودية، وخاصة الموانيء التي تم ضبط كميات ضخمة من المخدرات بها من ذات المصدر الذي يستهدف الأردن والخليج العربي بهذه الحرب، فخلال السنوات الثلاث الماضية ثم ضبط كميات من هذه المخدرت في مينائي دمياط وبور سعيد المصريين، كما تم ضبط كميات منها في موانيء كلانغ الماليزي و"مجمع كواي تشونغ"، المخصص للشحن في هونغ كونغ، مما يعني أن منطقة شرق آسيا مستهدفة بهذه الحرب، كما أن افريقيا مستهدفة بها ,فبالإضافة إلى الموانئ المصرية تم ضبط كميات من هذه المخدرات في ميناء "أبابا" النيجيري . كذلك فإن أوروبا مستهدفة هي الأخرى بهذه الحرب عبر موانيء كونستانتا في رومانيا، وميناء بيرايوس في اليونان، وميناء ساليرنو في إيطاليا، وميناء سالزبودع في النمسا، ففي كل هذه المعابر تم ضبط كميات تقدر بمئات الالاف بل وبملايين الدولارات، وكلها من ذات المصدر و ذات الجهات التي يتصدى لها الأردن في حربه على المخدرات، مما يستدعي وقفة عربية وعالمية لمساندة الأردن بهدف اجتثاث هذا الخطر من جذوره وعلى أرضه، خاصة وأن معظم مصانعه ومستودعاته والعصابات العاملة فيه ومشغلي هذه العصابات معروفين لدى قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية.
كثيرة هي مبررات قيام حملة عالمية مساندة للقوات المسلحة الأردنية لاجتثاث خطر المخدرات، أولها أن هناك علاقة عضوية وثيقة بين تجارة المخدرات وبين التنظيمات المسلحة لتمويل عملياتها وديمومتها، كما كان هو الحال مع تنظيم داعش، كذلك فإن الدول الداعمة للتنظيمات المسلحة التي تتمول من المخدرات تسعى لجعل عصابات التهريب ورقة ضغط بيدها على طاولة التفاوض لتقرير مصير الكثير من الملفات خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وليس من مصلحة أحد إعطاء عدوه ورقة قوة ،لذلك فإن القضاء على عصابات التهريب مدخل مهم من مداخل رسم شكل الكثير من العلاقات والحدود الشرق أوسطية.
المبرر الأكبروالأهم لقيام هبة عربية وعالمية لمساندة القوات المسلحة الأردنية هي أن عمليات تهريب المخدرات والمراحل التي وصلت إليها، والحجم الذي بلغته والأساليب التي ابتكرتها وارتباطاتها السياسية لها صارت تشكل خطراً عسكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً على الكثير من دول العالم في الشرق الأوسط وشرق آسيا و أوروبا ، ومن ثم البشرية كلها،مما يستدعي من كل هذه الدول وقفة حازم لمواجهة هذا الخطر الذي يتصدى له الجيش الأردني منتصراً حتى الآن، وسيظل بإذن الله.