يعتبرالاعلامي الاردني صاحب الصوت المميز حاليا في اذاعة ال بي بي سي وهي من اعرق الاذاعات العالمية وتبث بعدة لغات، واحدا من اوائل الاعلاميين الذين لا يزالون يصدحون حتى يومنا هذا فهو يعمل بمحطة لا تعترف بعمر محدد لعطاء الاعلامي رغم ان زملائه في الاذاعة الاردنية اجبروا على التقاعد منذ سنوات طويلة.
تعود علاقتي بسالم العبادي الى منتصف الثمانينات من القرن الماضي وتحديدا في عام الف وتسعمئة وستة وثمانين عندما اجرى معي مقابلة في مخيم صيفي كانت تقيمه جامعة اليرموك في معسكر الشباب الدائم في عجلون ،يومها لفت انتباهي ذلك الشاب الرفيع الذي يحمل آلة تسجيل كبيرة الحجم وتبدو مختلفة عن آلات التسجيل التي نعرفها،يومها كنت طالبا ورئيسا لنادي الحوار والفكر بالجامعة واقوم بدور قيادي بالمخيم ولم اكن اعرف من هو ذلك الشاب الذي يحمل آلة التسجيل فطلبت منه ان يعرف عن نفسه وماذا يفعل بمخيمنا ،لكن فعلت ذلك بلطف وكياسة وهو ما لفت نظره ايضا الامر الذي جعله يطلب مني بعدها ان يجري معي مقابلة لبرنامجه الذي يقدمة عبر اثير الاذاعة الاردنية وكان برنامجا طويلا تزيد مدته عن ساعة.وبعد ذلك اليوم اصبحت احرص على سماع مايقدمه سالم العبادي واتتبع برامجه .قبلها كان قد قدم الكثير من البرامج فهو يعمل بالاذاعة منذ بداية السبيعينات ولديه جمهوره وخبرته بالعمل الاذاعي.
في عام الفين وخمسة عشر استضفت الاستاذ سالم العبادي في برنامجي (يا طير ) وهو برنامج موجه للمغتربين الاردنيين في كل انحاء العالم بصفته اعلامي مغترب وتحدثت معه مطولا حول رحلة اغترابة وحياته المهنية وكانت هذه الاجابات فمن هو سالم العبادي؟
سالم كايد غنانيم العبادي ، اعلامي اردني مقيم في لندن وهو من مواليد بلدة الصبيحي في محافظة البلقاء وسط الاردن عام 1940 وهو صاحب خبرة اذاعية طويلة زادت على واحد و خمسين عاما اطال الله بعمره .
عمل في هيئة الاذاعة البريطانية في لندن منذ اكثر من خمسة وعشرين عاما، وقبلها عمل لمدة ثماني سنوات في اذاعة MBC في لندن ودبي،وكان قبلها قد عمل في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الاردنية لمدة ثمانية عشر عاما كما عمل مراسلا غير متفرغ في لندن لوسائل الاعلام الاردنية كافة، اذاعة تلفزيون ووكالة الانباء الاردنية ( بترا)، ومراسلا اخباريا لتلفزيون دبي. وتشمل خبراته الاذاعية رئاسة التحرير، وتقديم الاخبار والبرامج الاخبارية والحوارية، ومراسلا ميدانيا في مناسبات كثيرة في دول عديدة…
حملته مهنته للعمل مراسلا اخباريا وبرامجيا للاذاعة الاردنية في الكويت البحرين وقطر.
وفي الصحافة الورقية عمل محررا وكاتب عمود في صحيفة العرب القطرية، محررا في جريدة صوت الشعب الاردنية، محررا في الجمعية العلمية الملكية، مشرف لغوي لمجلة صوت الطلبة الجامعة الاردنية.
قابل عددا من زعماء الدول ورؤساء الحكومات وكبار المسؤولين في العالم العربي، وله متابعون كثيرون في الدول العربية، واخرون في دول لا تنطق بالعربية.
متزوج وله ولدان وابنتان جميعهم درسوا في لندن وتخرجوا من جامعاتها وانتقلوا للعمل في لندن وسويسرا والاردن.
معروف بانتمائه الى عروبته ووطنه العربي الكبير ، وتاييده لقضايا الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
يسعى دائما للابقاء على علاقة قوية مع متابعيه واصدقائه من خلال ظهوره على قناته ( القناة الاعلامية للتعارف ) على منصة يوتيوب على السوشيال ميديا الى التواصل مع زملائه واصدقائة ومتابعيه في دول عربية واخرى غير ناطقة بالعربية، بهدف الافادة وتبادل الآراء ووجهات النظر في شؤون اذاعية واعلامية.
البدايات
يقول الاستاذ سالم انه كان عاشقا للعمل الاذاعي، وعندما كان في المرحلة الاعدادية كان يخبر زملاؤه بانه سيكون في يوم من الايام مذيعا في هيئة الاذاعة البريطانية لانها كانت وقتها اهم اذاعة عالمية تبث باللغة العربية …ويستشهد بكل طلاب صفه وقتها ومنهم الوزير الاسبق سمير الحباشنة، والعقيد المتقاعد سالم المعايطة وكثيرون.
العمل بالاذاعة
وحول دخوله للاذاعة الاردنية يقول العبادي : دخلت الاذاعة الاردنية بعد سماعي اعلان طلب مذيعين، وتم اختياري بعد امتحان اجراه لي الاستاذان نقولا حنا وغازي زعبلاوي.
امضيت سنة كاملة في اذاعة عمَّان وانا ارافق المذيع الاستاذ ليلا ونهارا… وكان يسمح لي بالاعلان عن هوية الاذاعة او تقديم اغنية خلال فترة التدريب.. وذات ليلة
عام 1973 كنت مذيع ربط ( مسير فترة ) وفجأة جاء رئيس تحرير النشرة الاخبارية حاملا النشرة بيده يسال عن قاريء النشرة ، واذا به غير موجود … طلب مني المحرر ان اقرأ النشرة على مسؤوليته … وبعد تردد وافقت ودخلت الى الاستوديو مستعينا بالله… كانت النشرة طويلة وتحمل في مطلعها بياناً من رئاسة الحكومة عن افشال محاولة لتفجير الرئاسة قام بها شخص يدعى ابو داوود… كان مزيج من الشعور بالخوف والسعادة ينتابني فهذه هي الفرصة التي لا تعوض لاثبات كفاءتي وقدرتي على مواجهة الصعاب… قرأت النشرة كاملة وخرجت من الاستوديو اتنفس الصعداء… وعند خروجي من الاستوديو ناداني مدير الاستوديو واخبرني بان مدير الاذاعة مروان دودين يريدني على الهاتف… هنَّأني على قراءتي للنشرة وطلب مني ان اداوم في اليوم التالي في مكتب المذيعين الاساتذة…. وللمصادفة كانت لنا دورة اذاعية في البتراء باشراف مدير البرامج معاذ شقير، واذكر ان من بين المتدربين فيها الزميل عدنان الزعبي، وقد فوجيء الجميع بي كقاريء للنشرة وادائي المتقن لها .
قرأ العبادي نشرات الاخبار وقدم البرامج خاصة الميدانية التي تتطلب حركة وتنقلا في مختلف محافظات المملكة وهذا ما اعطاه بعدا جماهيريا كبيرا لدى مستمعي الاذاعة الاردنية فهناك فرق بين من يطل على المستمعين من خلف الميكرفون فقط وبين من يتجول بينهم ويتعرف عليهم ويتعرفوا عليه وحول ماقدمه من برامج يقول :
في الاذاعة الاردنية قدمت برامج كانت الاولى من نوعها مثل ( ليلة سمر ) وهو البرنامج الذي كنت التقي فيه مع النوادي لتسجيل حفلة لمدة ساعة مع التركيز على المواهب وابراز التراث. وقد نجح هذا البرنامج في توظيف عدد من المواهب التي شاركت في البرنامج في فرقة الاذاعة… وكان لي برنامج ( سهرة خليجية ) لمدة ساعة حيث قدمته من الكويت والبحرين وقطر ، وكان البرنامج يسجل مع ابرز فناني هذه الدول في كافة المجالات ويُرسل الى عمان على طائرة الركاب الاردنية ( عالية )… كما قدمت في الاذاعة الاردنية برامج عديدة مثل ركن العمال، برنامج السياحة، برنامج الشرطة، برنامج الجيش، برنامج البث المباشر الصباحي… وكنت مذيعا شموليا في النقل الخارجي ، النقل الحي للمناسبات الوطنية، صلوات رمضان من المسجد الحسيني وابو درويش، ومذيع النقل الخارجي لمباريات كرة القدم في استاد عمان مع الزميل المرحوم كنعان عزت.
ماذا يميز حياتك العملية
خبرة سالم العبادي الطويلة وتنقله في عدد من البلدان جعلت منه اعلاميا شاملا يمارس معظم صنوف العمل الاعلامي وهو يفتخر ان ذلك تم مع محطات عالمية وغير اردنية وبالتالي فان نجاحه بها لا يمكن ان يعزى الى اي سبب آخر غير المهنية التي يتمتع بها ويضيف :
اختارتني الاذاعة البريطانية بعد اجراء امتحان في استوديو الاذاعة الاردنية باشراف ( سام ينغر) الذي كان يقوم بجولة في بلدان الشرق الاوسط لاختيار عدد من المذيعين الجدد لضمهم الى هيئة الاذاعة البريطانية
وهو من كبار موظفي ( بي بي سي ) آنذاك.
كما اختارتني اذاعة MBC بعد امتحان اجراه اي مدير الاذاعة آنذاك رياض معسعس.
ما اردت قوله ان حياتي العملية لم تشهد ( واسطات )
وهذا فضل من الله وهو صاحب الفضل العظيم
.
ماذا اكتسبت من عملك في هيئة الاذاعة البريطانية؟
كنت محظوظا بان اكتسب شهرة واسعة ( ليس مدحا للذات ) عندما التحقت بالاذاعة البريطانية 1987 التي كانت المصدر الاعلامي الوحيد الذي يستقي منه المستمع العربي حقيقة ما يجري في وطنة، فقد كنت مذيعا رئيسيا للاخبار والبرامج الاخبارية. في تلك تلفترة كانت تغطي الاذاعة البريطانية انباء احداث جسيمة مثل الحرب العراقية الايرانية، والاحتلال العراقي للكويت، ومعاهدة اوسلو، وتوقيع معاهدة السلام بين الاردن واسرائيل، واحداث اخرى في الدول العربية.
في تلك الفترة ترسخ اسمي واسماء زملائي في الاذاعة البريطاني في اذهان المستمعين العرب الذين يعرفوننا حتى عندما نبدا بالحديث معهم.
وكنت محظوظا ايضا عندما انتقلت للعمل في اذاعة
( ام بي سي ) السعودية في لندن والتي كانت اول اذاعة عربية في الخارج تبث ارسالها على موجة FM وتقدم نشرات اخبارية مفصلة مرفقة باصوات مراسلين ومسؤولين عرب واجانب.
وزاد من سمعتي الاذاعية برنامجا صباحيا اسمه
( ضيف الصباح ) لمدة خمس دقائق لاستضافة مسؤول خليجي او من دول اخرى والتحدث اليه حول تصريح ادلى به او مشروع افتتحه…. وكان هذا البرنامج يلاقي شعبية واسعة في الخليج لدرجة ان عددا من كبار المسؤولين كانوا يطلبون مني استضافتهم.
ما هي ابرز الانجازات التي تعتز بها في خدمتك الاذاعية؟.
صحيح انني اتقن كافة المهام الاذاعية بصفتي:
Multi Skillful Radio Journalist
وشاركت في اكثر من سبعين دورة ومحاضرة ودروسا على النت… الا انني افخر بواحدة من اروع ما تعلمته في الغربة وهي فضيلة التواضع…
التواضع لله عز وجل الذي يدعونا ان نفعل خيرا ويكافؤنا بعشرة امثال ما نفعل.
التواضع للانسان من كل لون وجنس ودين وعقيدة وطائفة.
التواضع للاخرين والراي الاخر واحترام الانسان، خاصة ونحن نتعامل في بريطانيا مع اكثر من مئة وعشرين جنسية.
التواضع للعيش، والاعتماد على النفس، لا احسد احدا على ما يملك، واطلب من الله ان يزيده، ويزيد اي في رزقي، رزقا حلالا طيبا مباركا..
ما هو الفرق بين الاعلام في بريطانيا والاعلام العربي.
الاعلام في الغرب يلتزم جانب الحياد في تعامله مع الاحداث ، فهو اعلام محايد ومستقل ومتوازن ولهذا يلجأ المستمعون والمشاهدون العرب الى وسائل الاعلام البريطانية وعلى راسها هيئة الاذاعة البريطانية لمعرفة الخبر اليقين عن الاحداث في بلادهم، كما ان الاعلام البريطاني يؤمن بالراي والراي الاخر لان العدل لا يستوي الا بالاستماع الى وجهات نظر بين اطراف حدث بعينه.
اما الاعلام في بلدي الاردن فهو لم يتغير منذ نشاة الدولة وحتى اليوم ، وظل هذا الاعلام على خطاب واحد، ملتزما بدعم سياسات الحكومة والدفاع عنها وابراز الشخصيات المؤيدة لها، فهو اعلام حكومات وليس اعلام شعب.
استطيع القول انه لا يوجد اعلام حر في العالم العربي، وحتى القنوات الكبرى فانها لا تحيد عن الالتزام بالخط الحكومي، وهو ما نشاهده الان ، حيث تنآى محطات بنفسها عن التحدث الى مسؤول في صنعاء، بينما لا تسمح اخرى بتوجيه انتقاد الى ايران, وكذلك اختلاف المواقف بين هذه القنوات ازاء الاحداث في تونس، وليبيا والسودان وغيرها.
ما زال العبادي اعلاميا منتجا بهيئة الاذاعة البريطانية ويتنقل بين لندن وعمان التي ابتنى بها دارة ومزرعة وشجع ابنائه على العودة للعمل في بلدهم الام كتعبيرعن انتمائهم رغم انهم يحملون جنسية بريطانيا وبامكانهم العمل هناك او في اي بلد اوروبي ، ويعبرعن استعداده لمساعدة الاعلاميين الجدد بالتدريب والتوجيه ما امكن .