كنت قد تحدثت في مقالين سابقين في عام (٢٠١٣) عن الماسونية وبناتها، وقد أردت بذلك، أن تصلوا من خلال استنتاجاتكم لما أقصد ، في أن الماسونية هي من تدير العالم ، و توجهه نحو أهدافها طواعية أو قسرا ، فيما تفرضه من ضغوط خفية على أصحاب القرار في كل دولة من دول العالم .
كما أوكد لكم اليوم، أن الماسونية العالمية لا تدار من قبل الأمريكيين والإسرائيليين فقط كما اوردت لكم في ذلك المقالين ، إنما تدار من قبل البريطانيين كذلك، وهذا لا يتعارض مع حديثي في أن الأمريكيين وإسرائيل هم أداة في أيدي الانجليز لإدارة المخططات والمؤامرات التي تحاك هنا وهناك في العالم ،وإن كان كلامي غير صحيح، وفيه شيء من اللبس عليكم ، فماذا تسمون ما قام به الإنجليز من سياسات ماسونية ويهودية؟؟! إن صح التعبير في كثير من السياسات العالمية.........
حتى تتضح لكم الصورة أكثر فأكثر ،أود أن أطرح عليكم هذه الاستفسارات المعروفة لدينا جميعاً لكن ربما نغفل في باطن الأمر عمن يقوم بها .......
من صنع إسرائيل؟؟!
من أوجد النزاع بين الهند وباكستان الذي مازالت طبول الحرب بينهما تقرع ليومنا هذا ؟؟!
من جاء بالحرب للبلدين الأفريقيين اريتريا وأثيوبيا ؟؟!
من عمل على زيادة التوتر والخلاف بين البحرين وقطر ،وأقصد هنا قصة الجزيرة التي استعمرتها بريطانيا وأعطتها فيما بعد للبحرين وهي جزيرة قطرية في الأصل ؟؟!
من كان وراء تنازل السعودية لجزرها قبالة المياه الإقليمية لإسرائيل ،التي يعتقد إن السعودية قد تنازلت عنها حتى لا يكون لها حدود مشتركة مع إسرائيل، وهذه قصة طويلة لا يعلم عنها إلا المحللون السياسيون........ ؟؟!
من الذي أشعل حرب الخليج الحرب المعروفة لديكم هل هو صدام حسين ؟؟! أم الأمريكان؟؟! أما البريطانيون؟؟! التي كانت لهم مستعمرة في الكويت، وكانوا قد أعطوا امتيازات للعراقيين الذين كانوا يسكنون بالقرب من الجزيرة في ذلك الوقت ،مما أوجد ثغرة لدى الكويتيين، وبالتالي شجع النظام السابق على أن يقوم بغزو الكويت الذي اعتبره ككاتب سياسي خطأ جسيما وقع فيه النظام السابق بلعبة بريطانية غير مكشوفة المعالم لنا؟؟!
وكثير من قضايا لا يتسع الحديث لذكرها سوف نتطرق لها في مقال سابق أتحدث فيه بإسهاب عن هذا الدور المشبوه والمخفي على كثير من الناس .........
إن كل ما أوردته في سياق المقالة يقودنا للحديث عن تبادل الأدوار بين السياسات، لكن بطابع انجليزي، وتنفيذ أمريكي إسرائيلي ، بحيث أقول لكم بصراحة، بدون أي مبالغة ،أن أوروبا، بدأت مناصفة مع الأمريكان، تمارس في الفترة الأخيرة، دوراً استطيع أن أصفه، بأنه أكبر من حجمها ،وأكبر من قدراتها الضعيفة وإمكاناتها...........كيف حدث ذلك أو يحدث ؟؟! ليس في الأمر أية ألغاز........وما يحرك أوروبا ليس عصاً سحرية، بل عصا أمريكية .......علينا أن نعلم علم اليقين، أن ثمة دوراً أمريكياً بعلامة أوروبية ،يقوم هنا في المنطقة العربية ،أو هناك في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وفي أسيا ، أو إن جاز التعبير أحبتي الكرام في كل دول العالم ...فيجب الحذر وكل الحذر.
إن نوعاً من لعبة الكراسي وتوزيع الأدوار ،يظهر لنا جلياً في السياسة العالمية وبوجه الخصوص في هذا الوقت، وربما تشاهدونها وتتوقفون عندها كثيراً ، من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة وحتى الفضائيات ،لكن للأسف لا نستخلص المعاني والحكمة من تلك السياسات المشبوهة، ولا نعرف مغزاها والهدف منها ،فهي تدار وتطبخ في الظلام ،بحيث أن المستفيد منها على وجه الخصوص الأمريكان وحلفائهم، من الأوروبيين ،والخاسر الأكبر حقيقة ليس الأنظمة العربية، فهي مدار جدل كبير لا بل الخاسر الأكبر الشعوب العربية، التي أصبحت هذه الأيام في حيرة من أمرها ، وهي تكتشف المؤامرات والمخططات ،التي تحاك ضدها هنا وهناك بداعي مفاهيم ومصطلحات غريبة ،لا أجد لها لغاية كتابة هذه المقالة تفسيرا أو تحليلا ،كالديمقراطية في الوطن العربي ،وشرق أوسط جديد بنكهة أمريكية وأوروبية أو الزائر القبيح ،الذي ترك في نفوس الجميع من أطفال ونساء وشيوخ مفاهيم خاطئة عكس ما يفهم منه في الحقيقة "الربيع العربي" وثوراته الدامية ، التي بصدد الحديث عنها ضمن سياق المقالة .........
وإذا عدنا للدور الأوروبي المزيف في الشرق الأوسط بدءاً بعملية السلام، وانتهاء بحرب الخليج والربيع العربي نجد بما لا يدع مجالاً للشك أنهم ضحكوا كثيراً على العرب، من خلال مواقفهم المشبوهة ،لاسيما كما تذكرون امتناعهم عن التصويت ضد قرارات دولية حازمة ضد المعتدين الصهاينة ....وأعتقد إنكم تعلمون كيف أن الأوروبيين في حالات كثيرة كانوا يبدون حزنهم على المجرمين الصهاينة على أساس أنهم (ضحايا)، لا بل ذهبت إلى أكثر من ذلك، فقد عمدت على مهاجمة الضحايا الحقيقيين ،وهم الشعب الفلسطيني زيادة على ذلك اتهموهم بالإرهاب،وهو أمر عجيب حقاً......!!.
إن أوروبا كثيراً ما قدمت المساعدات المادية والرجال للحروب الصهيونية ضد العرب .......وبشكل عام، إن العبرة ليست بالبيانات بل بالأفعال ....وحقيقة أنا واحد من الذين انخدعوا بالمواقف الأوروبية المعلنة لنا في الأعلام ،وكلكم تذكرون موقف الدول الأوروبية الرسمي والظاهري من الانقلاب في مصر ،حيث دانت بعض الدول ذلك الانقلاب ،ووصفته بالخروج عن الشرعية الدولية لاسيما الموقف الفرنسي الذي دعا إلى عودة الديمقراطية ،لكن للأسف أين ذهبت تلك التصريحات هنا وهنالك ؟؟! إنها ذهبت أدراج الرياح، وكأنهم ينظرون للعرب على أنهم مغفلون لا يفهمون ذلك ،ربما يقيسوننا ببعض الزعماء العرب الذين فشلوا فشلا ذريعاً في تحقيق الأماني والطموحات العربية ،لا بل هاجموا شعوبهم العربية بحجة حماية كراسيهم العالقة بأنسجة وأربطة الأمريكيين والأوروبيين والإسرائيليين الذين تخلوا عنهم سريعاً ،حماية لمصالحهم في تلك الدول.......
إذا نظرنا إلى المنطقة العربية خاصة في العقدين الأخيرين نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية، وربما بالاشتراك مع الأوروبيين ، قد أقاموا المذابح الصهيونية واليمينية للشعب العربي العراقي والفلسطيني واللبناني والليبي والتونسي واليمني والمصري ،وأخيراً في سوريا بما يعرف الربيع العربي وثوراته الدامية ليس هذا فحسب ، بل عمدت على عقد الاتفاقيات المشبوهة مع أنظمة الدول العربية ،لاسيما صفقات السلاح ،وربما تستحضرني ذاكرة أحد المحللين السياسيين عندما قال في أحد الجلسات أن دولة عربية غارقة في صفقات بيع السلاح لصالح الأوروبيين ،وذكر أن تلك الدولة يوجد فيها طائرات حديثة لا يوجد منها إلا في أمريكا وإسرائيل على سبيل الحصر، لكن تلك الطائرات لا يستفاد منها شيئاً ،كون مايسمى بالشفرة الالكترونية السرية لتلك الطائرات، هي ملك لتلك الدولة التي عقدت معها الصفقة ،وأن هذه الطائرات موجودة الآن ،والغرض منها الزيارة والمشاهدة وكأنها متحف أثري قديم..... أمر مضحك حقاً.....!.
الغريب في الأمر، أن الأوروبيين يدفعون لغاية هذه اللحظة ما يسمى بالديون الصهيونية ،وهي في الحقيقة مساعدات للصهاينة، وعلى النقيض من ذلك، يوجد ديون حقيقية لصالح العرب لكن لا يحركون لها ساكنا ،معتبرينها إكراميات ورشاوى ،ثمناً لسكوتهم وغضهم الطرف عن الحديث عن الديمقراطية في تلك الدول ، وكما تعلمون يكون الخاسر الأكبر، كما قلنا في بداية المقالة الشعوب العربية .
يكفي، أن نذكر أن مهمة توزيع الأدوار ، تقوم اليوم وتستند على التهديدات الأمريكية والحوار، الذي تقترحه أوروبا الغربية في النواحي السياسية المتعلقة بحق الشعوب بالتحرير والاستقلال، وغالباً ما تتحد في شكل واحد وتحت ظروف معينة، واقرب مثال على كلامي هذا ،ما يخطط له بداعي الديمقراطية وتعزيزها، " الشرق الأوسط الجديد"، الذي أوهمت فيه واشنطن والأوروبيين العالم العربي، على انه سوف يكون ذات طابع ديمقراطي تحرري، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحصل، فقد حصل عكس ذلك، شرق أوسط دموي ،برعاية أوروبية وأمريكية ،فهذا أمر آخر عجيب حقاً......!.
**بناء على ما تقدم أرى من وجهة نظر خاصة:
إن أمريكا في حقيقة الأمر ما هي إلا طفل غير شرعي للمملكة المتحدة ،التي لم تكتف بقيامها سابقاً باغتصاب الأراضي الأمريكية من سكانها الأصليين ، لا بل عملت وذهبت إلى أبعد من ذلك وبصورة سرية لا يعلمها أحد على توجيه السياسات الصهيونية والماسونية واليهودية العالمية نحو تنفيذ مخططاتها الإجرامية والاستعمارية في الشرق الأوسط ودول العالم ،بحيث تظهر للعالم أنها تواكب وتساير الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في سياساتهم العدائية والاستعمارية في العالم ، وهي في الظاهر غير ذلك ،لا بل تقوم بطبخ القرارات العالمية والسياسات الصهيونية في المطابخ البريطانية ، بحيث تقدم للتنفيذ للأمريكيين واليهود على طبق من ذهب .
كما أرى من وجهة نظر أخرى :
على العرب وصناع القرار أن يكونوا في حالة من اليقظة لما يحاك في بيوت صنع القرار في المطابخ الماسونية التي لا تترك شاردة و لا واردة في الوطن العربي و العالم إلا وتعمل على تنفيذ أجندة تنسجم مع رؤى الماسونية في جعل اليهود في فلسطين و العالم يتسيدون الموقف بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، بحيث تكون تلك السياسة تنسجم مع ما تريده من قرارات تسخر لخدمة اليهود و مصالحهم ونحن لا نعلم ذلك ، بحيث أصبحت تلك السياسات والمؤامرات أشبه بلعبة توزيع الأدوار و لعبة الكراسي التي نلعبها ، ونشاهدها كل يوم ، ولا نعرف مغزاها .