يتبادر إلى أذهان المواطنين أسئلة وجيهة تستنكرُ واقِعَ الحال المُعاش ، والارتفاع غير المعقول في اسعار السِلع وخاصة الأساسية منها .
حيثُ شكّل هذا الارتفاع أعباءاً إضافية على كاهِل المواطن ، وهاجساً مُخيفاً لهؤلاء اللذين لا حولَ لهُم ولا قوّة وسط غلاءٍ ملحوظ أثار ذُعرهم مُتساءلين ، إلى أين تتجّه أسعار السِلع في الأردن؟ أيمكن الاستغناء عن هذه السِّلع في بيوتنا ؟ وهل تقوم الجِهات المختصّة بالبحث عن حلولٍ ناجِعة واستراتيجية قابلة للتطبيق بعيداً عن جيب المواطن ؟ أم أنّها ستدع الأمور تسير على غاربِها ؟؟
في شهر الخير والعطاء حيثُ من المفترض أن ينشغل المواطنين بإقامة شعائر الله وأداء العِبادات ،انصرفت أذهانهم وتشتتت أفكارهم وبدأ سِباق الماراثون حيث يتسابق كل منهم في إبداء رأيه وتجسيد دور الخبير الاقتصادي دون معرفةٍ ودِراية وشرع كل واحد في إصدار التحليلات العشوائية والتوصيات اللامنهجية والتصريحات الحصرية ومصدرها السهرات الليلية وجلسات وناسة العائلية ، كما واختص بعضهم بالتلويح من بعيد مُنذرين بموجة ٍ جديدة من الارتفاع بِحلول عيد الفطر السعيد مُبشِّرين المواطن بحلول العيدين ، عيد الفطر وعيد الغلاء .
إنّ العالم بأسرِه يعيش الآن في خِضمّ أزمة اقتصادية عالمية ونحنُ جزء من هذا العالم ولسنا بِمنأى عنه، وبذلك يجب أن نُدرِك خطورة الوضع الراهن وألّا ننغمس في مرارة الواقع الأليم مُتناسين تداعيات هذه الأزمة والتحديّات الاقتصادية الأُخرى وما ستُفضي إليه على المدى البعيد من نتائج ، وأن نعي بأنّ الحاجة للوصول لاكتفاءٍ ذاتيّ من السلع الأساسية والثانوية ، حين يصطدم بالغلاء فإنُّه وبِلا شكّ سَيُشكِّل أزمة حقيقية سيشهدها الوطن والمواطِن .
وفي نهاية المطاف ثمّة هنالك حقيقة لا مناص منها ، إنّ مسيرة الاقتصاد لا تسير على ما يُرام