لا بد من الاعتراف بأن الإنترنت أصبح واقعاً مفروضاً , ليس من الصواب تجاهله أو التغافل عنه , و إلا كنا خارجين عن سياق العصر , و عاجزين عن متابعة حركة التاريخ , حيث يعتبر الإنترنت أساسياً في حياة الشعوب , فقد ساعد على انتشار الثقافة والمعرفة و الخبرة , و العمل على إنشاء علاقات بين الشباب من خلال مواقع الدردشة و الاستفادة من الإنترنت في جميع مجالات الحياة .
حيث يوفر الكثير من الموسوعات و المراجع , و يشكل مصدراً هائلاً لكتابة الأبحاث و الواجبات المدرسية , كذلك تنمية مهارات الأسلوب التفاعلي و المشاركة بالمعلومات و الأراء و التجارب أو متابعة مستجدات و ابتكارات , و الاكتشافات في جميع أنحاء العالم , بالإضافة إلى مهارات التواصل و الحوار مع الأجناس المختلفة , و الإطلاع على ثقافات الشعوب و عاداتهم وقضاياهم , عدا أنه وسيلة التسلية والترفيه و المتعة و إمكانية الحصول على الصور والموسيقى والأفلام .
فلا شك أن شبكة الإنترنت مغرية و تجذب الشباب بشكل خطير جداً , وينتهي بهم الأمر إلى الإدمان الذي يؤدي إلى العزلة من المجتمع و يكون الشاب غير واثق من نفسه و خجولاً منطوياً على نفسه لأن التواصل والتفاعل الإجتماعي يكون عبر الأسلاك والوصلات و ليس بالطريقة الطبيعية , و الأخطر من ذلك انتشار المواقع الإباحية التي تكون خارجة عن حدود الأدب و الأخلاق و هذه المواقع ما تحمله في طياتها من مواد خلاعية و صور فاضحة تشكل خطر كبير على الشباب , حيث أصبح الكثير منهم يدخل إلى الواقع الإباحية باحثين غالباً عما يثير شهواتهم , و يحرك غرائزهم , وهم يقضون في ذلك أوقات مديدة , تستنفذ طاقاتهم الجسمية والروحية , و تؤثر على علاقاتهم الأسرية و المجتمعية , إضافة إلى ذلك ما تعرضه تلك الواقع مواضيع لا تتناسب مع قيمنا الشرقية فمثلاً انتشار عبدة الشياطين .
كما يعرض الإنترنت المنتديات الوهمية , فالأصل في المنتديات أن تكون مكاناً يلتقي فيه الناس و مجمعاً لأصحاب الفكر والثقافة , يتبادلون فيه الخبرات العلمية والعملية , غير أن المنتدى عبر " الإنترنت " غالباً ما تكون مكاناً للكذ ب , والدجل , و الخداع , و لتشويه الحقائق .
وهناك أعترافات ووقائع مخزيه فهذا الشاب كتب بستصرخ أهل المروء ليجدوا له حلاً لمصيبته, كان عفيفاً حتى سول له إبليس ان ينظر الى صور العاريات والنفس لا تكاد تكف عن طلب المزيد حتى فسدت حياته وتأخر في دراسته,وضعف بدنه,وكلما أراد التوبة غلبته الشهوه فعاد الى ما كان, بل أشد.
وهذه الفتاه ظنت نفسها داعيه فدخلت أحد المنتديات تدعو إلى الله بحسب زعمها ولكن لم يتركها إبليس وشانها ,بل جرها في خطوات شيطانيه لتفتح حواراً مع مشرف المنتدى ثم تكلمه على "الماسينجر" ثم على الجوال, حتى تمكن من قلبها,فلم تعد تستغنى عن لقائه وبعد أن كانت مدفوعة بالدعوة صارت حبيسة الحب الحرام وصريعة الهوى.
وهناك أيضا مدمن آخر على مواقع الانترنت يتحدث عن تجربته فيقول لقد فعلت كل شي عبر الانترنت وكنت اعتقد انني بذلك نلت كل حريتي لكني سرعان ما اكتشفت أنني مخطئ.
هذه نماذج قليله ,وقصص تتكرر مع المئات بل الآلاف من الشباب, والشابات وعواقبها الغرق في وحل الدعارة والفساد,وإضاعة أوقات الشباب في غير منفعه,وبالتالي انهيار المجتمع بانهيار فئة الشباب فيه.
لذلك لا بد من القضاء على أثار الانترنت السلبيه,وذلك بتضافر كافة الجهود ابتداء من الاسرة والمدرسه والجامعة والعمل والمجتمع ووسائل الأعلام وأصحاب القرار وذلك من خلال توفير فرص العمل للشباب والقضاء على البطاله ,وفتح أبواب الإبداع أمامهم,وترسيخ في نفس الشباب الخوف والخشيه من الله ليكون المانع نابع من أعماق شبابنا فالانترنت اصبح كالبحر المتلاطم الامواج ومن واجب المجتمع أن يوفر للشباب أطواق النجاة,لكل من هو على وشك الغرق ,كما يجب على الأهل ضرورة مراقبة ابنائهم,والتخلي عن الثقه الزائده التي تدفع الشباب الى هاوية جديد من الضياع والافلاس القيمي والأخلاقي,وتحقيق المزيد من التواصل مع الشباب وفتح الصدور والقلوب لهم,والصبر على ما قد يبدو من بعضهم من أخطاء,والاعتناء بالبناء الجسمي والعلمي والفكري,إثراء الساحه بالمزيد مما يساهم في الارتقاء بالشباب كاالأنديه الرياضه,والأنديه الثقافيه والمراكز العلميه,وسد أبواب الفتن وطرق الفساد وسبل الانحراف,واستغلال وسائل الاعلام عموماً في توجيه السباب ثقافياً وعلمياًواجتماعياً.
وفي الختام
فاءن الانترنت سلاح ذو حدين يمكن أن يكون مفيداً جداً واذا عرفنا كيف تستغله أحسن استغلال وهو في نفس الوقت أداة تخريب للنفوس ,والأرواح عن طريق المواقع الفاسدة والمفسدة,وبشي من المتابعه وبشيء من التوجيه والإرشاد يمكن ان نحفظ أبناءنا والله خير حافظاً وهو ارحم الراحمين