استطاع الكاتب محمود الزيودي ان يعيد للدراما الاردنية ألقها ورونقها ورجع عقارب الساعه إلى الزمن الجميل حيث يرصد مسلسل المشراف الذي يعرض على شاشة التلفزيون الاردني حاليا حياة الأردنيين بداية الستينات وأيام الراديو وبدايات التلفزيون وقرى وبوادي تعتمد على طرق بدائية تربطها بالمدن ونجد ان لكل بيت أردني جندي أو ضابط يخدم بكتائب الجيش العربي ويرصد المسلسل بطولات وتضحيات الرجال الرجال بمعركة الكرامة حيث لم يكن استثمارهم سرقة ونهب المال العام وارصدة بنكية بل زادهم واستثمارهم ( الله الوطن الملك) واطلب نشامى يا وطن واتمنى يومها غنت المدافع وزغردت البنادق فتحقق النصر
عندما نقرأ سيرة محمود الزيودي ابو نزار أطال الله عمره ومئات الأعمال الفنية ممثلا وكاتبا ومقدما وحصل على جوائز محلية وعربية يستحقها هذا البدوي الحنطي الذي ولد وترعرع في قرية غريسا بالزرقاء واكمل دراستة بمدارس الجيش بالقويرة جنوب المملكة وخدم في سلك البادية فكان الأقرب والأفضل والمميز للكتابة عن الريف والبادية
ابو نزار من خلال مسلسل المشراف أعاد إلى جيلنا أيام الراديو وخيطه القماش المضاء بلمبة صغيرة ورعيان الغنم عندما كانوا يطلبون من المعلان حجار الراديو يعني بطاريات وكذلك خبز الشراك على نار الحطب ولهمود الزبدة وطرقوع اللبن المخيض يعني الشنينه
محمود الزيودي أحيا في نفوسنا الاغاني القديمه التي كانت تحيي الروح حيث أغنية ( سلوى بيرق الوطن رفرف فوق روس النشامى) وأغنية ( تخسا يا كوبان ما أنت وليف لي ٠٠ ولفي شاري الموت لابس عسكري) وهي من أجمل الاغاني الوطنية تغني بالكرامة كتب كلماتها المرحومان وصفي التل وحابس باشا المجالي والشاعر حسني فريز وكذلك اغاني عبده موسى أمير الربابة والغزل وأغاني توفيق النمري التي تغني للجيش (مرحا لمدرعاتنا رمز القوة لبلادنا) وأغاني سميرة توفيق إحنا كبار البلد
اهم شيء ابو نزار أعاد إلى الاذهان بعض القرى الاردنية ضاربة بالتاريخ لكنها منسية من الحكومة مثل سايح ذياب والطافح والوسية وأم صوانة وذكر مزارع الشريف ومزارع وصفي في الحلابات
كاتبنا الجليل من خلال هذا العمل قدم صورة فنية جميلة عن الوطن مزج خلالها الواقع بالخيال الخصب العامره قلوب أصحابه بالولاء والانتماء للاوطان ومن ثم فالدراما الوطنية قوة ناعمة للاردن وسلاح للوعي
الف شكر يا ابو نزار على مسلسل المشراف صحيح انك لم تتبوأ منصب وزاري في الدوار الرابع وتستحق لكنك عندنا تستحق لقب معالي الكاتب محمود الزيودي ولقب السفير المؤلف محمود الزيودي