بلدة يانعة لا يجف اخضرارها ، تستريح على بساط لا يذبل ما بين برقش والعرقوب .
اخذت اسمها من الراهب ايدس ، للموقع رهبة روحية ؛ باركها المسيح عليه السلام ٤٠ ليلة ، عبق الحواريين لا زال نديا وخلة عيسى تشهد ، " والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا " .
هنا المقداد لم يمت ... هنا المقداد يمشي مشرئب القامة وممشوق القوام بين احفاده كمئذنة المسجد الذي يحمل اسمه والتي تعانق عنان السماء :
" انا المقداد في يوم القتالِ ابيد الضد بالسمر العوالي
وسيفي في الوغى ابدا صقيل طليق الحد في اهل الظلالِ
معي من آل كندة كل قرم مجيد الطعن في يوم المحالِ
فيا ويل العدى والروم منا اذا التحم الفوارس في القتالِ
فتتركهم كما اعجاز نخل تقطعها الفوارس بالنصالِ " .
مقداديون ولا فخر ؛ نسب يشرب من المقداد بن عمرو ، صاحب الهجرتين واول سبعة اظهروا الاسلام ، واول من عدا بفرسه في سبيل الله ، وضئضيء يرتوي من بهراء وارومة تنهل من قضاعة :
" شديد الباس ندب غير نكسِ طويل الباع ضرغام همامِ
له حسب كريم في البرايا وفرع عالي في الفضل نامي
وغار على اليمن وديار بكر وارض الروم مع ارض الشامِ
وسار الى العراق وارض كسرى ولاقى كل صنديد همامِ
ولاقى بعد ذا ما يرتجيه من الملك المتوج بالتمامِ " .
بيت ايدس عنقاء الكورة التي يستريح جناحها اليماني على كفر عوان وكفر ابيل وجناحها الشمالي على كفر راكب ؛ وتطل بناظريها على بيسان ، زارها المسيح عليه السلام واتباعه من الجليل الاعلى عبر النهر المقدس ، وصير تشهد ، وخلة عيسى وكنيسة السيد المسيح تضفي على المكان رهبة القداسة .
مقداديون ولا فخر ؛ فنحن احفاد المقداد فارس بالف رجل القائل " لأموتن والاسلام عزيز " ، والمحفز عند المشورة يوم بدر " فوالذي بعثك بالحق نبياً لو سرت بنا الى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه " ، فاستحق هذا الجد الذي اليه ننتسب ان يكون من الرفقاء والنجباء والوزراء ال " ١٤ " لرسول البشرية صلوات الله وسلامه عليه .
" انا البطل الضرغام والفارس الذي اقد وافري رأس كل جبانِ
وان ينكروا القوم اسمي فاني سميت بمقداد كريم زمانِ " .