"وحين قام أحد الوزراء" الصغار"من الدول الغربية يجادل خروشوف خلع الرئيس السوفييتي حذاءه من قدمه ولوح به في وجه الأمم المتحدة، وضرب به المائدة أمامه وسط عاصفة من الهرج والمرج لم تشهد الأمم المتحدة مثيلا لها، وكانت مقاعد الوفد السعودي خلف مقاعد الوفد الروسي مباشرة، فنهضت من مقعدي إلى الرئيس خروشوف وصافحته وكان حذاءه لايزال على الطاولة أمامه وأوداجه تهتز بالغضب وتبادلنا التحية وعدت إلى مقعدي ولايزال الحذاء ناشرا خيوطه على الطاولة.
وأصبح حذاء خروشوف قصة الأمم المتحدة ونزل كحادث مثير في تاريخ العلاقات الدولية، والواقع انه حادث غير مألوف لا يتفق مع أدب الاجتماعات ولكن أحسست أنه جاء قمة في الغضب الروسي.
لقد كان أسلوبا نابيا من غير شك ولكن المعسكر الغربي الذي يعتمد على الكثرة، الكثرة فحسب، كان مستحقا التأديب بأسلوب غير أديب".
دورة الأمم المتحدة، خريف ١٩٦٠،من كتاب مذكرات أحمد الشقيري، أربعون عاما في الحياة العربية والدولية، فصل رؤساء وحذاء، ص ٧٦١-٧٦٤
* كان حينها الشقيري رحمه الله سفير السعودية في الأمم المتحدة.