أوّل أمس تنفّست "فوساكو" هواء الشوارع؛ بعد أن ظلّت في السجن 22 عاماً.. خرجت اليابانيّة العجوز الآن بعد أن حرثت الأرض والسماء من أجل فلسطين..!
الجيل الجديد بالقطع لا يعرف "فوساكو" إلّا من رحم ربّي.. فوساكو التي شكّلت جيشها اليابانيّ الأحمر وجثمت به على صدور الظالمين والمغتصبين وهي في عزّ شبابها.. لم تركض وراء أحمر الشفايف بل وراء أحمر الدم نصرةً لفلسطين وما حول فلسطين.. وكلّ شبر في لبنان شاهد على "جنيّة النضال" التي أرهقت العالم وهي تلفت الأنظار لعدالة القضيّة الفلسطينيّة؛ ليس بالأقوال والشعارات بل بالأفعال التي عجز أعتى الرجال عن الاقتراب من حوافّ حوافها..!
احتضنتها "الجبهة الشعبيّة" أيامَ كان لها "طنّة ورنّة".. أيّام كانت فلسطين هوى في فؤاد كل ثائر وعشيقته التي يسعى إلى تحريرها .. فلسطين التي ألهبت العالم ولم تلهب العرب بالقدر الكافي لينخذل الثوّار غير العرب ويضعون "ملكة النضال فوساكو" في إحباطات متتالية ممّا يجعلها تراجع ما فعلت لأن أصحاب القضيّة لا يفعلون ..!
تخرج الآن فوساكو وهي في خريف العمر (76) عاماً؛ لم يبقَ لها إلا شريط ذكريات.. ثلثه استعداد وثلثه الثاني أفعال ونضال.. وثلثه الأخير سجن في طوكيو..! ماذا تبقّى لها بعد ذلك..؟ لم ترَ نتائج لما فعلت؛ بل رأت العرب يتخندقون في المطابخ والغرف الحمراء ويتركون قضيتهم للزمن..! بل ويخنقون قضيتهم بأيديهم..!
لا ألوم فوساكو الفلسطينيّة التي تركت يابانها وهرعت تمشِّط الأرض بحثاً عن جديلة فلسطينيّة؛ قصّها الأعراب في نهاية مطافها..!
عيشي بسلام يا فوساكو و انعمي بما تبقّى.. ومهما حدث؛ فأنت من روافد الإلهام في ثورتنا الفلسطينيّة التي كثُر خادعوها وهي لم تخدع أحداً..!