الشريف الحسين بن علي المتوفي في 3 حزيران من عام 1931 أي قبل 81 سنة تقريبا ، عاش ردحا من الزمن شاهدا على الخديعة والنكران ونكث الوعود وغدر الأصدقاء والاعداء ، مقابل الجهد المخلص في سبيل السيادة العربية ووحدة الأرض العربية والوقوف في وجه كل الاطماع .
سيرته لم تحظ بتلك الدراسات او الدراما وغيرها ، وربما انصفه الكتاب الأجانب واللبنانيين والسوريين ولكن كأردنيين لم نقرأ الا لما وثقه المرحوم سليمان موسى عن الحسين بن علي وكتاب ملكا في المنفى ترصد حياته بتفاصيلها في قبرص للباحث بكر خازر المجالي .
هو صاحب النفيين : الأول عام 1893 الى استانبول والنفي الثاني عام 1926 الى قبرص ، وهناك تشابه بين حالتي النفي من حيث الهدف وهو بسبب نزعته التحررية ودعوته للاستقلال وسيادة العرب ورفضه لأية معاهدة لا تتضمن الحق العربي في ارضه العربية الكاملة وسيادة استقلاله .
كان اهتمامه بالقدس والمقدسات خاصا وقد كان اول المتبرعين لإعمار المسجد الأقصى عام 1924 حين حضر وفد مقدسي برئاسة الحاج امين الحسيني اليه يشرحون حال المسجد وحاجته للترميم والإعمار ، وكان تبرعه يعادل مجموع ما تبرع به الزعماء والافراد والمؤسسات من مختلف انحاء العالم .
الشريف الحسين في ذكرى وفاته استرجاع للهمة والتصميم العربي وتلك الروح التي ترفض الهوان وتدعو للاستقلال والتحرر ، وكان رفضه القاطع لإخراج القدس كمدينة وكإقليم من حدود الدولة العربية السبب المباشر للتخطيط لإخراجه من الأرض العربية لإفساح المجال لتنفيذ المخططات الاستعمارية المتمثلة بوعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو .
ورفض التوقيع على ما عرف باسم المعاهدة العرية البريطانية او المعاهدة الحجازية البريطانية لآنها لا تنص على الحق العربي الكامل في فلسطين خاصة القدس الشريف . ولهذا السبب عندما توفي جلالته في قصر رغدان في عمان يوم 3 حزيران 1931 حضر وفد من المجلس الإسلامي الأعلى وطلبوا ان يدفن في المسجد الأقصى في المدينة التي طالما أراد زيارتها ورفض أي تفريط بحفنة تراب منها وضحى بكل شيء وتحمل النفي في سبيل الحق العربي .
تحركت جنازة الشريف الحسين يوم 4 حزيران الى القدس قفي موكب عظيم ، وكان المشيعون يهتفون :
أيها المولى العظيم ......فخر كل العرب
مُلكك المُلك الفخيم ......ملك جدك النبي
وبهذه المناسبة نستذكر قصيدة امير الشعراء احمد شوقي في رثاء فقيد العرب صاحب النهضة بقصيدته التي جاء بها :