أعلنت تايوان عن أكبر توغل للطائرات العسكرية الصينية في منطقة الدفاع الجوي المحاذية للمجال الجوي لتايوان.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن سلاح الجو سارع إلى إرسال مقاتلات لتحذير ثلاثين طائرة صينية دخلت منطقة الدفاع الجوي في أحدث تصعيد للتوتر بين البلدين.
ومن المرجح أن يكون هذا التوغل الذي يمثل انتهاكاً للأجواء التايوانية قد جاء رداً على تصريحات جو بايدن الأخيرة حول عزم أمريكا حماية تايوان عسكرياً إذا ما قررت الصين غزوها، حسبما قال مساعدون للرئيس الأمريكي لـCNN.
تايوان من جهتها تدرك بأن الصين لو عزمت على احتلال تايوان فلن تجد أثمن من فرصة انشغال أمريكا وحلفائها في الحرب الأوكرانية التي استنزفت كل الخصوم؛ لذلك فهي من المؤكد أنها ستبلغ الأمريكيين رسمياً بالخطوة الصينية الاستفزازية كي تضع كل ثقلها بالضغط على الصين كيلا تقدم على خطوات من شانها إشعال حرب ضروس في بحر الصين الذي يضم بالإضافة إلى العملاق الصيني، حلفاء الولايات المتحدة في إطار تحالف "أوكوس" الذي يضم استراليا وبريطانيا وكندا وأمريكا والمبرم مطلع العام الماضي، والاتفاق الرباعي "كواد" الذي يضم اليابان وأستراليا والهند بالإضافة للولايات المتحدة والذي أبرم في مانيلا عاصمة الفلبين في مارس 2021، ناهيك عن أعلان الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين في طوكيو إطلاق شراكة اقتصادية جديدة في منطقة آسيا-المحيط الهادئ من أجل التصدي لنفوذ الصين، لكن خبراء أبدوا تحفظات أو حتى بعض الشكوك حيال أبعادها الفعلية التي تتجاوز رمزيتها باتجاه سياسة إحكام الطوق الاقتصادي حول روسيا في الوقت الراهن والصين فيما لو أقدمت على احتلال تايوان.
وهي اتفاقية تجارة حرة تحت عنوان "التكامل بين الدول الأعضاء في أربعة مجالات رئيسية هي الاقتصاد الرقمي وسلاسل الامداد والبنية التحتية للطاقة النظيفة ومكافحة الفساد".
تضم المبادرة بشكل أساسي 13 دولة تشكل معاً حوالى 40% من إجمالي الناتج العالمي.
ولا يستبعد أن أمريكا بهذه الخطوة تمهد لمواجهة محتملة مع الصين لتطويق الصين اقتصادياً إزاء أي مغامرة غير محسوبة تقدم عليها مستقبلاً كما فعلت مع روسيا إزاء ما وصفته بالعدوان على أوكرانيا.. ولكي لا تثير حفيظة الصين في الوقت الراهن فقد استثنت أمريكا دعوة تايوان إلى الاتفاقية حتى تعبر بأمان دون عقبات صينية محتملة.
والسؤال الذي يطرح نفسه! هل يتحمل جو بايدن مسؤولية كلامه لل CNN مؤخراً حول تدخل امريكي حتمي في تايوان إذا ما تعرضت لعدوان صيني! تكراراً للسيناريو الأوكرانى أم أن الصين في حسابات الربح والخسارة على صعيد العالم غير روسيا التي ما لبثت تقلب الطاولة على خصومها منفردة.