منذ الحصة الأولى في القواعد و الأستاذ ليس لديه إلّا مثال واحد يبدأ به شرح النحو: أكل الولد التفاحة.. وأينما يممتُ وجهي في النحو وللنحو وجدتُ الجملة ذاتها: أكل الولد التفاحة..! مع أننا – أيّامها- كنّا نسمع ولا نراه إلا رسمًا يدويًّا.. ولم يراعِ واضع المنهاج والمثال أننا " أولاد محرومون" وأن رغيف الخبز الطازج أو "البايت" هو وجبة كاملة؛ بل لم يلتفت المؤلفون كلّهم أن الفعل"أكل" بحد ذاته هو إشعال معركة نفسية عندنا غير محمودة العواقب..!
ومنذ ذلك الحين إلى اليوم الذي صار فيه التفاح على "قفا من يشيل" وليس فاكهة مُحرّمة علينا وعلى من تلانا.. المهم أن القضيّة صارت ليس الأكل ولا التفاحة بل أن كل القضيّة عندي هي الوالد الثابت في الجملة..! من هو؟ هل هو ابن عشيرة؟ معقول استلم وزارة وأنا مش عارف لأنه أكل التفاحة والتفاح أيّامها لناس وناس؟ هل الولد وسيم؟ هل من وراء أكل التفاح صار مفجوعًا ولهيطًا؟ هل الولد حيٌّ يرزق بيننا أم هاجر إلى المجهول؟ أم هل "تشردق" وهو يأكل التفاحة لأننا حسدناه ومات؟!
أين الولد..؟ اظهر وبان وعليك الأمان..؟ ما شعورك حينما كنت تأكل التفاح طوال عمرانا ونحن لا نملك إلّا أن نقول عنك بأنك الفاعل المرفوع و التفاحة منصوب علينا فيها وأن الأكل فعل ماض يفيد الحاضر والمستقبل..!