نستيقظ كل يوم على جريمة ابشع من غيرها ورائحة الموت تفوح في كل مكان ، ووسائل التواصل الاجتماعي تعج بالمعلقين والتحليلات المختلفة والغريبة ، وكل فرد يملك حسابا على التواصل الاجتماعي اصبح مشروع اعلاميا بذاته ، وبعض التعليقات الشاذة التي تنم عن أمراض نفسية عميقة متفشية بين افراد المجتمع على هذه الجرائم وغيرها..
اضافة الى التصوير الدقيق لحيثيات الجريمة وكاننا نشاهد فلما هنديا ..تجردنا من الاحساس والنخوة ومنع الجريمة واصبح جل اهتمامنا على التوثيق والتصوير لنيل الجائزة ..ما الذي حل باخلاقنا ونفوسنا ..وهل المرأة ستبقى الحلقة الأضعف وضحية العنف والمخدرات ..
للأسف المرأة هي الحلقة الأضعف في جرائم العنف والشرف..وحاليا لغة جديدة في الذبح والقتل في حال رفض الفتاة للانصياع الى الحب وتبادل العواطف واللقاءات.
وما زلنا نعاني من المجتمع الذكوري الهش فكريا وحب السيطرة وضياع منظومة الاخلاق والوازع الديني والقيمي . وما زال فنجان القهوة السادة وملحقاته أقوى من لغة القانون . ولغة العنف طغت على لغة الحوار والتواصل . هل يعقل ان تبقى المرأة هي الحلقة الاضعف في دائرة العنف والمخدرات وتدفع حياتها ثمن التخلف واللامبالاة وعدم المسائلة القانونية..كم من فتاة قتلت بذريعة جرائم الشرف على ايدي اصحاب العفة والشرف وكم من امرأة قتلت بذريعة الفقر والمخدرات ..والمسلسل لم ينته بعد.
واذا بقينا على هذا الحال سنشهد مزيدا من العنف والقتل والغدر وستبقى المرأة هي الضحية ..وسيؤدي الى خلل في المنظومة القيمية والاجتماعية ..
لا بد من تحرك سريع وفوري ولا بد من اجراءات رادعة للجاني وايقاع اشد انواع العقوبات..إن العنف ضد المرأة يعد انتهاكا لحقوق الانسانية ومظهر لعلاقات قوى غير متكافئة بين المرأة والرجل ..
كما أن تعنيف المرأة بكل انواع العنف واشكاله له تأثير سلبي كبير على حياة الأسر والأطفال وعلى النساء انفسهن ..
وادعو مؤسسات المجتمع المدني والمعنيين التحرك وبقوة نحو قوانين اكثر صرامة تحمي حقوق المرأة وتضمن عيشها بأمن واستقرار .. كما نتنمى استقلال القضاء استقلالا تاما وخاصة بما يتعلق بقضايا المرأة وحقوقها ..كيف لمجتمع أن ينمو ويزدهر واذا كان نسائه تقتل وتذبح ..وكيف لطفل ان ينمو نموا سليما اذا علم ان والدته ذبحت كالشاة او تم فقأ عينيها..أليس العنف يولد عنفا ، كفانا تقديم ضحايا وقربان.