كما لاحظت انقسم الناس البارحة إلى فريقين في رأيهم بقصة انتحار قاتل الطالبة إيمان، طبعا لا استطيع تمييز أيهما كان الأكثر ضجيجا، إنما هناك فريق يؤكد انتحار القاتل ويثني على الأجهزة الأمنية وآخر راح يحلل الصور التي انتشرت كالنار في الهشيم من موقع إنتخار المجرم يحلل ويكتب ويشكك وينكر ماحقيقة الحدث، وهنا حبذا لو لم يسمح بالتصوير أو حصره بالجهة الأمنية لعدم إثارة الناس بالصورة التي لمسناها بعدما وقع الفعل.
ما أريد قوله هناك فرق مابين الشك والتشكيك، فالشك توضع فيه كل الأوزان والمجريات من أولها لأخرها والتفكير فيها بطريقة محايدة بهدف الوصول لمرحلة الطمأنينة والتصديق والركون للأمان فعلا في مثل هكذا قضايا تهم حالة استقرار المجتمع بأسره.
أما التشكيك فهو مالا يخلو من الخبث ورفض الرواية الرسمية حتى ولو وقف المشكك على الحدث بنفسه وهذه هنا تُحدث الريبة وتتنامى في عقول باقي الأفراد الذين سيخشون على امنهم وحياتهم وحقوقهم بشكل عام، والتشكيك هذا أقرب مايكون لدق اسفين يتضخم قضية بعد أخرى لفض حالة الثقة مستقبلا مابين الناس عامة ومابين الأجهزة التي من المفترض أن تكون المصدر الأول والأخير الكافل والضامن للأستقرار الوطني في كل أركان حتى تستمر الحياة بصورتها الطبيعية.
إن برأت من أطلق حملة تشكيك البارحة واعتبرتها حالة شك لا أكثر فقد يكون من أسبابها تراكمات عدم ثقة الناس بتصريحات وأفعال الحكومات وهنا تداخل في العقل الجمعي الفعل الأمني مع الفعل الحكومي الملاحق،إسقاط ذلك على الجهاز الأمني، َوإن كان شك أيضا لا خباثة في طياته، فقد يكون بسبب ثقة الناس أيضا بقدرة وسرعة الكيانات الأمنية تاريخيا في القبض على المجرمين في وقت قصير لايحتمل الإنتظار كما تعودوا، وقد يكون من باب آخر رغبتهم برؤيته خلف القضبان والتحقيق معه ومعرفة أسباب اجرامه في حقهم وإعدامه عم طريق القانون وبيد الدولة تعبيرا عن إرادة القانون وإرادتهم وليس إنتحاره بناء على إرداته هو وكأن حاله يقول هاأنذا ارتكبت جريمتي وهاأنذا اقر نهايتي كما أريد.. كما حدث تماما مع قاتل الطالبة المصرية نيرة.وذلك لتطابق الحالة الجرمية وتشابهها أصلا.
شخصيا لم أشك لحظة بما حدث، وأن غمز بعضهم من قناة واهية لا أحب ذكرها علما أن هكذا جرم وقع على مجتمع بكامله وليس عائلة بحد ذاته لها مالنا وعليها ماعلينا في السراء والضراء.
كل الثقة بإجهزتنا وكوادرنا الأمنية ولا نامت أعين الجبناء