في عهد الرجال تذكر محاسنهم وتذكر صفاتهم، وهذا حق وواجب يفرضه تاريخه الجميل فهي مواقف الرجولة التي تشرف بها من خلال توليه المسؤولية والمواقع التي أسندت إليه بعرين هذا الوطن الحبيب الغالي، وبقيادة مليكنا الفذ جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى وفيكم أنه الفريق المتقاعد منصور الجبور قائد سلاح الجو الملكي سابقًا، وهو أول ضابط يحصل على رتبة فريق ركن طيار مقاتل في لواء الموقر، فهو يتحلى بالروح الإنسانية الجميلة التي لمسناها بشخصه الكريم المتواضع الخلوق فهو ابن الأردن وابن الشيم والفخر والعز والرجولة.
لا ينسى المخلصون تعاملك الرائع العادل من خلال موقع مسؤوليتكم و عدالتك حين تعطي كل ذي حق حقه، وكان لعطائك الجميل أن شاركت الوطن ومواطنه بكل مبادرة الخير والوفاء وكنت الرجل الذي ساهم في حرصه على أمن الوطن وحمايته من ما شاهدناه وشهده الآخرون لكم بكل جد واقتدار وإخلاص، وكنت صاحب الكلمة التي لا تنطق إلا بالحق، والأروع ما بشخصكم الرائع وما نستشهده فيك بأن أبوابكم لا تغلق في وجه من طرقها.
الباشا منصور الجبور شخصية مرنه يحترم الرأي والرأي الآخر، ويترجم القول إلى العمل وامتلك مسيرة طيبة وعطرة على امتداد مسيرته العسكرية التي امتازت بالعطاء والتضحية؛ لخدمة المؤسسة العسكرية التي تنصب في خدمة الوطن وأبنائه، حيث إنه صاحب مواقف وطنية عرف عنه الحنكة والحكمة والتوازن والوسطية في جميع توجهاته التي تخدم مصلحة الوطن والقيادة، ولا يحب العيش إلا في معالي العزة ودهاليز الكرامة بعيدًا عن بريق المجاملات وضوضاء المدائح.
لقد كان التواضع ولا يزال أحد خصالك وأحد سجاياك وأحد سماتك، وهذه الخصال يمنحها الله فقط لأصحاب القلوب النظيفة والذين عندهم الثقة بالنفس التي لا تغريهم المناصب ولم يزدهم الجاه إلا تواضعا بالرغم من علوها، وإننا يا سيدي نشهد لك بطيبة النفس ولين الجانب وحسن الخلق ونشهد لك بأنك كنت ولا زلت متواصلًا مع أبناء الوطن ومع الأهل والربع، ولم تغلق أبواب بيتك بوجه كل من له حاجه أو مظلمة وكنت لكل أبناء وطنك بدون أي تحيز وبدون أي تفرقة، ولهذا رفعك الله المطلع على السرائر وزادك رفعة إلى رفعة ودون أن تسعى إليها ودون البحث عنها كما بحث عنها غيرك، لذلك اسمح لنا أن نقول: والنعم يا ابن القبيلة وابن البادية وأهلًا بك يا شيخنا ويا أخانا الكبير بقدرك وبمقامك، لقد أديت الأمانة ولا زلت تؤدي بيد طاهرة بيضاء نظيفة فكسبت الحب والتقدير من سيد البلاد.
بوركتم أيها الاصيل، وبذلك ستبقى أفعالكم الخيرة نبراسـًا في نفوسنا يحملها لك الأجيال بكل حب ووفاء لشخصكم الكريم، دمتم السند والفخر والذخر لهذا الوطن الغالي تحت ظل الراية الهاشمية.