في الدول الباميا لا تمدح باميا إذا لم تكن ذات طعم ولون لذيذين..! إيّاك أن تقول لصاحب جملة تافهة: أبدعت..! سيكبر على ظهرك ويصبح شاعرًا في ليلة ليس فيها ضوء قمر وسيحتل مكانك في الأماسي والمهرجانات..!
في بلاد البطيخ؛ إيّاك أن تعطي بطيخة أكبر من حجبها الطبيعي.. لا تقل لها يا بطيخة والله واتبطختي وصرتِ حمراء وحلوة وهي بيضاء ذات مذاق حردوقي؛ لأنك ستعطيها شرعيّة الجلوس على موائد ليست لها ومكانها الطبيعي حاوية الشارع ..!
إعطاء الشرعيّة للهابطين هي مسؤوليتك؛ وليست مسؤولية الدولة ولا الحكومات.. كل الحكومات قد تعطي قيمة لمن لا يستحق ولكن إذا لم تعطِ بصمتك أنت فلا قيمة لكل "هترش" يتهترش ولا يعلم به ظلّه..!
الذين تراهم يحتلّون مكانك في العمل.. في الشارع.. في الشاشات.. في الفيس بوك.. في كل خرم فضاء.. أنت وأشباهك من أعطاهم هذه الشرعيّة.. اسحب شرعيتك عنهم وصعّر لهم خدّك؛ وقل لهم سلامًا..!
لا تصفق.. لا تبتسم.. لا تشعرهم برضاك.. لا تجاملهم على حساب إحراجك.. لأن كشف حسابك سيطول وسيضعون رجلاً عرجاء على رِجل مقطوعة وسينظّرون عليك بفن الركض الصحيح..ولن يسمع منك أحدٌ احتجاجك حين تغضب..!
اطردهم من مكانك لتحظى براحة نفسيّة على الأقل.. فإنّهم يزعجون حتى المزابل.