أكاد أُجنّ ..بل أكاد أضحك من شدة ما يجري ..ليس لأن شرّ البرية ما يضحك ..بل لأن الضحك في مثل هذه الحالة هو استسلام للقدر ..!! فمن قال أن العرب الباحثين عن « الوحدة « كلّما ازداد بحثهم ازداد انقسامهم و انشطارهم ..حتى إنني بدأت أتيقن أن العربي سيأتي عليه يوم يطالب بالوحدة مع ذاته و نفسه و أثناء مطالبته ينقسم هو إلى سبعين شخصاً لا يمكن جمعهم ببعض ..
ليبيا ..حكومتان ..برلمانان ..و مئات المليشيات ..اللهم كثّرْ و باركْ ..كلّما خرج منادٍ ينادي للحق بالحق زاد ضلاله ..وزاد ابتعاده عن الوطن مع أنه ينقسم من أجل الوطن ..تماماً كالطفل الذي يحرق بيت أهله ليشعر أهله بأنه موجود ..وهو بذا العمل إنما يحرق مستقبله و مستقبل أهله و يؤسس لمرحلة خراب ومآسٍ جديدة قد لا تنتهي إلا بمعجزة ..!
ذهبتُ ذات مرّة لطبيب السكري ..ولا اعلم ان قلتُ لكم هذه الحكاية قبل الآن ..المهم ..كان الطبيب «سميناً» و كرشه يتدلى ..يوزّن مني مرتين و نص ..فقال لي : لازم و ضروري جدا جدا تخفف وزنك..ولازم يكون عندك ارادة لذلك ..فقلتُ له : وماذا عنك ..؟ فقال لي : أنا لا أقاوم ..وايدي دايما بحلقي ..على كل أنا حكيتلك وأنت حر ..!!
ذلك الطبيب اختصر كل الكلام ..اختصر العربي و انقساماته ..بل اختصر سورية و العراق و ليبيا و فلسطين ..وكل البقاع الساخنة في وطني العربي الكبير ..
يا وطني ..أما من سحر يجعلني أخبّئك في جيبي و أهرب فيك عنك إليك ..!!