بقلم الباحث : عدنان متروك شديفات
مسمى "انفلونسر" أصبح مصطلح يؤجج مواقع التواصل الاجتماعي وبنفس الذات يخلق بلبله لدى الرأي العام والمتابعين وربما على حساب الكثير من الناس ومن توجهاتهم وإشغالهم بقضايا أكثر ما تكون قريبة إلى ( الدونية ) وتحيد الناس عن رؤاهم ومشاغلهم ومصالحهم وأهدافهم وكذلك احتياجاتهم ولعل لإطلاق الإشاعات أحياناً يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه في ظل وجود أشخاص لا مبالين وغير مهتمين ولا يوجد لديهم أدنى درجات الاهتمام بالرأي العام والخوف على مشاعرهم كل ذلك مقابل كسب العديد من اللايكات آو كلمات الإعجاب .
وربما أن الكثير ممن يحاولون التلاعب بمشاعر الناس آو المتابعين مصابون بمرض الهوس الشخصي آو النرجسية العالية لأنهم قيدوا و احتكروا هذه المشاعر لهم وهي بطبيعة الحال ليست حكراً للأنفلونسر وليست ملكاً لهم لكي يتلاعبوا بها وليتم استخدامها متى شاءوا لكي يحصلوا على عدد أكبر من المتابعين ، ولأن هنالك خصوصية بذلك ومن يريد تقديم محتوى إعلامي للعامة عليه الالتزام بقواعد النشر فأن هذا يقودنا إلى إعادة النظر بأن التربية الإعلامية أصبحت متطلباً ضرورياً بالمجتمعات والمدارس والجامعات وحتى رياض الأطفال في ظل انتشار هذه العادة داخل المجتمعات وأصبحت حتى المجالسة الكترونية والبحث عن الذات مقابل سمعة وحياة الآخرين لان المحتوى الردئ والسيئ لا يوجد عليه رقيب وبالتالي أصبح ينشر دون الانتباه إلى أدنى معايير النشر أو أخلاقيات الإعلام فالمحتويات ذات القيمة العالية أصبحت نادرة ويبحث عنها ذوي الاهتمام في كل مجالات الحياة الرياضية والاجتماعية والصحية والفنية والثقافية والصناعية والاستثمارية كنوع من العمل وليس التسلية فقط .
في ظل أزدياد المطالبة بالتنمية الحزبية والإصلاحات السياسية فانه لا يجوز الإنحدار إلى هذا المستوى من ضحالة النشر واستغلال عواطف الناس وبعيداً عن التنمر الإلكتروني طبعاً والتعليقات الجارحة بحق البعض ولكن لا يجوز أن يتم إستغفال الناس بحجة البحث عن عمل آو فرصة للدراسة الجامعية آو البحث عن منحة أو علاج لأن مثل هذه الأساليب أنما يعد مصدراً للكذب والدجل والتدليس وما إلى ذلك من قضايا خلافية وأخلاقية أصبحت تستغل من قبل هؤلاء وبأدواتهم للوصول إلى أكبر شريحة بالمجتمعات وهي معضلة وعلاجها حقيقةً تؤرق المجتمعات جميعها .
نعم لقد بتنا أشد حاجة إلى التربية الإعلامية والوعي الإعلامي والثقافة الإعلامية لأننا نتعرض يومياً إلى كم هائل من الأخبار والمعلومات والإعلانات ، عن طريق وسائل إعلام عديدة ومختلفه وممن يطلقون على أنفسهم "انفلونسر" ومن الصور والمعلومات ولعلنا بهذه التربية نكون أكثر حماية للنشء من أضرار الإعلام و "انفلونسر"، وتدريبهم على التفكير النقدي والتحليلي في تعاملهم مع المنتجات الإعلامية المختلفة .