تحتفل الجامعة الأردنية بعيد ميلادها الستين لذكرى تأسيسها بعد صدور الإرادة الملكية السامية للمغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه في العام 1962 وفي زمن أول رئيس للجامعة المرحوم العلامة ناصر الدين الأسد. وقد تناوب على رئاسها العديد من رؤساء الجامعات ومنهم صاحب البصمة الكبيرة دولة د. عبد السلام المجالي أطال الله بعمره وحاليا د. نذير عبيدات بارك الله كل مساعيه وجهوده.
ما يلفت الإنظار في هذه المؤسسة العريقية والجامعة الأم هو تراكم الإنجازات لبنة لبنة وحجراً حجرا. فعندما تأسست كانت رؤية، وبجهود وإرادة وعزم أصحبت واقعاً ملموساً، وابتدأت بذرة صغيرة في كلية الآداب وأساتذة من خارج الأردن إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من ضمن الجامعات العالمية التي تحتل مكانة معتبرة ومرموقة، وسمعتها رزينة وقوية وخريج الأردنية يشاد إليه بالبنان.
وما يشّدني في هذه الذكرى العطرة هو هذا البناء التي تعاقب عليه الكثيرون، وبنوا على إنجازات سابقيهم والإستفادة من تجاربهم وإنجازاتهم وليس نفض الرفوق وإعادة تدوير العجلة من جديد. ولربما هنا عبرة أردنية هامة علينا أن نتعلم منها اليوم من جهود من تعاقبوا على قيادة دفعة هذه الجامعة العريقة في الحفاظ على تراكم الإنجازات، فهكذا هو حال البشرية. فالحضارة تنموا بتراكم الإنجازات والإستفادة منها والمضي قدماً بمستخلصات الماضي والعبر منها والبناء عليها ليكبر البناء ويتماشى مع تطور العصر ومستجداته وحاجاته.
وعودة إلى الجامعة الأردنية التي أصبحت اليوم شجرة يانعة تضمم معظم التخصصات التي تهّم مجتمعاتنا العربية والتي تساهم مساهمة لا مفر منها في عملية التطوير والتحديث وإكمال المسيرة النهضوية التي نشأ وتأسس عليها الأردن العظيم. فرسالة النهضة العربية الكبرى تجد صداها في تراكم إنجازات الآباء والأجداد والبناء عليها وتطويرها، وهكذا نُكمِّل حلقة وسلسلة أسلافنا الذين كرسوا جلّ حياتهم لأجل الوطن ولأجل العلم والمعرفة والثقافة.
كل عام وجامعتنا الأردنية بألف خير وسلام، ولننهج نهج من راكموا الإنجازات وعلّوا الدار.