كان الشيخ عرار بن جازي يعرف في البادية العربية أيام الحكم العثماني باسم الأمير عرار (أبو ذوقان)، ومنح لقب الأمير من قبل السلطان العثماني، وبلغ بهذا اللقب من قبل والي بلاد الشام آنذاك، نظراً لمكانته وقوة شخصيته، حيث كان شيخاً لقبيلة الحويطات، ومرجعية لمعظم القبائل العربية، وبخاصة في الأمور والقضايا القضائية والاختلافات القبلية، لذلك، كان صاحب مكانة عند الجميع في أواخر القرن التاسع عشر، كما أشار المستشرق والرحالة الفرنسي (أنطون جاسان) في كتابه (العادات العربية في بلاد مؤاب)، حين قال: "يتمتع الأمير عرار بن جازي بمكانة عالية ومرموقة عشائر، الحويطات في بلاد مؤاب، وهو صاحب الشأن في جمع شملهم ووحدتهم ...
فرض الأمير عرار سيادته على مناطق نفوذ الحويطات، وكلف فرسان قبيلته تأمين مرور وسلامة قوافل الحجاج القادمة من لبنان وسورية والشمال الأردني، وقوافل التجارة التي غالبا ما كانت ترافق قوافل الحجاج، وذلك بالتنسيق مع العثمانية، وكانت قوافل الحجيج قبل هذا التنسيق والاتفاق تتعرض للسلب والنهب من قبل قطاع الطرق، ومن قبل مجموعات هي بالأساس مطرودة من قبل قبائلها.. السلطات وقد حاولت السلطات العثمانية أن تقوم بهذه المهمة الصعبة بعد أن عززت قواتها بمئات الجنود من حاميات الكرك والشوبك ومعان، ولكنها فشلت، وعزت هذا الفشل إلى زعماء القبائل البدوية وبخاصة إلى الأمير عرار الذي رفض التنازل عن هذه السيادة، وعن هذا الشرف المتمثل في حماية حجاج بيت الله الحرام من قطاع الطرق، ومن ضعفاء النفوس الأتراك أيضاً.
وقد أشار إلى ذلك "الرحالة الأمريكي (هنري ردجواي) في أوراقه، والذي مر عبر منطقة شرقي الأردن عام /١٢٩١ هجري/ الموافق لعام /١٨٧٤م/، بقوله: "فرض أمير الحويطات عرار بن جازي سيادته على طريق الحاج الشامي، وتم تأمين مرور وسلامة القوافل وبخاصة قوافل الحجاج.... وواجه شيخ قبيلة الحويطات محاولات السلطات العثمانية الحاكمة للحد من هذه السيادة... وبقيت قبيلة الحويطات تقوم بمهمة نقل الحجاج من معان حتى شمال الحجاز... ولاحظت قدوم الشيخ عرار بن جازي إلى معان لكي يستقبل قافلة للحج قادمة من دمشق الشام وذكر (هنري) أنه رافق الشيخ (عرار بن جازي) إلى معان، ووصفه بأنه "شيخ شهم وفارس شجاع"، ووصف لباسه البدوي بأنه جميل.
ولاحظ الرحالة الأمريكي من خلال مشاهداته على الأرض بأن "علاقة الدولة العثمانية بالقبائل البدوية كانت بين مد وجزر، فأحيانا تكون حسنة، وذلك عندما تكون في حاجتها، وأحياناً تكون سيئة، وذلك عندما تحاول السلطات المحافظة على هيبتها والحد من نفوذ مشايخ القبائل على مناطقهم، نظراً لعدم التزامهم إلا بقوانينهم وأعرافهم البدوية...